الإسلام هو المنهج الأقوم للحياة الفاضلة التي تحقق السعادة لبني الإنسان ويرسم للإنسان منهج حياته ويحدد سلوكه وينظم مختلف أموره في الحياة وتكوين الاتجاهات الإيجابية والسلوكيات الحميدة مؤكداً على مفاهيم مكارم الأخلاق ومنها الصبر وهو سلاح المؤمن في مجابهة مشاكل الحياة وقد حث الله ورسوله على الصبر ووعد عباده المخلصين بالجزاء العظيم وكم نحن في حاجة إلى فضيلة الصبر ومواجهة مصاعب الحياة بكل ثقة وإيمان وثبات واطمئان ولكم يحتاج الكثير من شبابنا الذي يستعجل مستقبله إلى الصبر والتريث.. فالصبر فضيلة يحتاجها المرء في عمله ودراسته وهدفه وأعماله وآماله وحياته لأن الصبر عنوان الرجولة الناضجة كما قيل: وعاقبة الصبر الجميل جميلة وأفضل أخلاق الرجال التفضل وقيل: إني رأيت وفي الأيام تجربة للصبر عاقبة محمودة الأثر وقل من جد في أمر يحاوله واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر ولقد أوصانا القرآن الكريم بذلك في آيات شتى وفي الأحاديث النبوية.. كما أن التراث العربي الإسلامي حافل وثر بهذا الجانب.. ولقد قال أحد الشعراء: سأصبر حتى يعلم الصبر أنني صبرت على شيء أمر من الصبر ولقد اقترن الصبر بالكثير من القيم الروحية لأنه يهدي إلى الطريق المستقيم والأساس الذي يقوم عليه كيان الأمة الناجحة في حياتها ومن تجارب الحياة أن الكثير من شباب هذا العصر لا يستهوي ذلك وأقول لشبابنا الطامح وفتياتنا الصاعدين عليكم أن توطنوا أنفسكم على الصبر خلال الدراسة والتحصيل العلمي.. والعمل الوظيفي ورعاية الوالدين وفي كل مجالات الحياة نعود أنفسنا على الصبر والتحمل والثبات وضبط النفس دائماً أمام كل ما ما يغزونا من صعاب وخطوب والعمل دائماً على احتمال ما يصادفنا في حياتنا العلمية والاجتماعية من مشاكل ومعوقات.. فإن في الصبر شجاعة وما أعظم قول الرسول صلى الله عليه وسلم «ما أعطى أحد خيراً أوسع من الصبر» وقوله «الصبر ضياء ومن يصبر يصبره الله».ويروى عن الخليفة عمر بن عبدالعزيز قوله «ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضها مكانها «الصبر» إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه». ولقد قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}. وكم هو مفيد أن يتحلى الشباب بالصبر فهو فتح ونجاح لأهميته ينبغي التواصي به والمحافظة عليه حيث إن الشباب هم عماد الوطن ومستقبله وعليهم بالصبر والتمسك بمكتسباته وتاريخه. عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية