نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة افتتح مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا المؤتمر الدولي الأول (اللغة العربية ومواكبة العصر) مشيراً في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح إلى أنّ عناية المملكة العربية السعودية بالعلوم الإسلامية والعربية ظاهرة، وخدمتها للكتاب والسنة وما يتّصل بهما من معارف، محفوظة مشهورة، فالمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله ما فتئت تعنى بخدمة القرآن والحديث، وتعلي شأن اللغة العربية، التي هي الوعاء الحافظ لهما - بعد حفظ الله تعالى -. وقال معاليه: يبرز هنا جليًّا ما تقوم به الجهات المعنية بالتعليم في هذه البلاد، وعلى رأسها وزارة التعليم العالي، من إنشاء كلّيات اللغة العربية وأقسامها ومعاهدها، ومساندة الجامعات في إقامة المؤتمرات والندوات التي من شأنها الإسهام في حفظ اللغة العربية، وتأصيل الهُوية اللّغوية العربية وترسيخها، والجامعة الإسلامية إذ تنظم هذا المؤتمر، لتدرك ضرورة مواكبة اللغة العربية لعصرها الحاضر، وارتقاء أهلها بها، إلى مستوى يليق بمكانتها، دون مَساس بأصولها وقواعدها، كما تستشعر الجامعة خطورة ما يعترض اللغة العربية، ويهدّد بقاءها، في عصر عولمة شاملة، تقنية وتجارية وصناعيّة وثقافية، وفي ظل زحف من العامّية واللهجات المتعدِّدة واللغات الأُخرى. ورفع العقلا باسمه وباسم المشاركين في المؤتمر وضيوفه الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله وسمو وليّ عهده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية على ما يقدّمانه للجامعة من دعم ومساندة، واصلاً الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة على رعايته للمؤتمر، ولمعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري على عنايته ودعمه للجامعة. فيما قال عميد كلية اللغة العربية الأستاذ الدكتور عبدالرزاق الصاعدي في كلمته إن المنصفين من الباحثين يتفقون على أن اللغة العربية هي أرقى اللغات السامية وأدقها تصريفاً ونحواً وأكثرها تطوراً وأنها حين نزل بها القرآن كانت صافية عذبة رقراقةً كماءٍ تحدّر من صخرة، أو نبعٍ تفجّر بين الصفا والمروة، وأنها وسِعت كتابنا المقدس وعلوم الإسلام والمعارف البشرية ونقلت للإنسانية حضارةً بُنيت عليها حضارات. وأكد الصاعدي أن هذا المؤتمر هو جزء من استشعارنا لواجبنا تجاه لغتنا وفيه نسعى إلى تأصيل الهوية اللغوية العربية وترسيخها ونتطلع إلى أن يناقش هذا المؤتمر حال العربية وما يعترض سبيلها من تحديات مختلفة وأن يتلمس السبيل التي تنهض بهذه اللغة الشريفة وتجعلها مواكبة لمتطلبات الحياة وتطورها المطرد ولا سبيل إلى ذلك إلا بالانفتاح الرشيد على معطيات العصر دون التنازل عن ثوابت الهوية اللغوية الأصيلة. - كما ألقى الدكتور مصطفى أبو كريشة أستاذ الأدب والنقد ونائب رئيس جامعة الأزهر سابقاً والأستاذ السابق بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية كلمة ضيوف المؤتمر حيث قال إنه لشرفٌ لنا جميعاً أن نكون هنا في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل المشاركة والإسهام في بحوث ومحاورات هذا المؤتمر العلمي. وأضاف: إن قيمة هذا المؤتمر تنبع من كونه متصلاً باللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين فالقرآن الكريم هو الذي وثق لغته وجعلها خالدة بخلوده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وفي هذا المؤتمر احتشد العلماء الحراس الذين اصطفاهم الله لخدمة كتابه. ثم ألقى الشاعر الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي قصيدة تحكي واقع اللغة العربية وضعفها في هذا العصر. وقد حضر الحفل جمع كبير من العلماء والمسؤولين ورؤساء الأندية الأدبية وعمداء كليات اللغة العربية والمهتمين باللغة العربية من داخل المملكة وخارجها. - هذا ويختتم المؤتمر أعماله مساء اليوم حيث يترأس الدكتور محمد العقلا الجلسة الختامية وإعلان التوصيات يسبق ذلك جلستين تتعلق بالمحور الخامس تتحدث عن هموم اللغة العربية في عصر العولمة.