تميّز المعرض الجماعي «المملكة في قلوبنا الثاني» الذي اختتم مؤخّرًا في أحد المجمعات التجارية بجدة تحت إشراف غاليري الفنون ومرسم المبدعين بمشاركة أكثر من 40 فنانة تشكيلية وفوتوغرافية من كافة مدن ومناطق المملكة، قدمن من خلاله أكثر من ستين لوحة عبّر أغلبها عن أصالة وتراث المملكة، كما صاحبت المعرض عدة ورش فنية للفنانات وللأطفال. وقد تفاعلت الساحة التشكيلية والفنية مع هذا الحدث، مشيرًا إلى أن المعرض استطاع تنشيط الساحة التشكيلية، وأظهر عددا من المواهب المستوجبة للرعاية. حب الوطن هدف أساسي وحول هذا المعرض تحدث الفنان عادل بنوب مدير عام جاليري الفنون قائلاً: الهدف من المعرض هو دعم المواهب في التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي في معرض هام يحمل اسم المملكة، وقد شاهدنا مدى التفاعل من الفنانات في التعبير عن حبهن للمملكة من خلال الأعمال الفنية، وهو الهدف الأساسي الذي سعى إليه المعرض المتمثل في إظهار حب الوطن من خلال الأعمال الفنية، وقد تحقق ذلك بصورة جلية وواضحة في كل الأعمال التي قدمت من خلاله. ووافقته الرؤية المشرِفة على مرسم المبدعين سعاد بلخضر التي أشارت في حديثها إلى أن معرض «المملكة في قلوبنا» قد نجح في عكس الوجه المشرق من قبل الفنانات الواعدات، وهن يقدمن أعمالاً مميزة كشفت مدى ارتباطهن بوطنهن، كما كان للورش الفنية للفنانات وللأطفال التي صحبت المعرض دورها الكبير في إشاعة الثقافة البصرية بين هذه الفئات. إبداعات بين الريشة والكاميرا أما الفنانات المشاركات في المعرض فقد أبدين سعادتهن بهذا المعرض، وكشفن عمّا قدّمن من أعمال فيه، حيث تقول الفنانة أسماء حسن الفقيه: مشاركتي في معرض المملكة في قلوبنا الثاني هي الأولى بالنسبة لي، وقد وقدمت في هذا المعرض لوحة واحدة بعنوان «أنثى»، فيما تشير الفنانة سارة بنوب إلى أنها قدمت لوحة بعنوان «أصالة»، مشيرة إلى أنه العمل المقدم من قبلها في رسالتها للماجستير تخصص رسم وتصوير، مبينة أنها ترسم للخيل العربي والأصالة، مختتمة بالإشارة إلى أن المعرض كان أكثر من رائع لأنامل شابة مبدعة. وتضيف الفنانة غادة المحمدي قائلة: مشاركتي جاءت بخمس لوحات، تحكي في ثناياها قصصا ومعاني غير التي تظهرها وقد سعدت بالمشاركة في هذا المعرض المميز الذي يعبّر عن المملكة من خلال اللوحات، وأشكر كل القائمين على المعرض، وأتمنى مزيدًا من هذه المعارض الراقية. كذلك أبدت الفنانة ثروة محمد سعادتها بالمشاركة، مشيرة إلى أنها عرضت أكثر من 20 لوحة فوتوغرافية. مؤكدة أن الصورة تعبّر عن الواقع وهي أبلغ من الكلام سواء كان في التصوير الصحفي أو الفوتوغرافي. أما الفوتوغرافية أماني عطية فتقول: اجتاحني شعور الفخر والإنجاز لاسيما وأن المعرض يضم أعمالا ضخمة وكتلا إبداعية بين أركانه، والفضل يعود لله ثم لجاليري الفنون ومرسم المبدعين لإقامتهم مثل هذه المعارض التي تهدف الى رقي الفن التشكيلي والفوتوغرافي في مجتمعنا ودعمهم وحرصهم على أدق التفاصيل هو ما أبهرنا أثناء تعاملهم معنا، فنحن فخورون جدًّا بالتعاون مع هذين الصرحين كجاليري الفنون ومرسم المبدعين، وقد شاركت في معرض المملكة في قلوبنا بعملين فوتوغرافيين؛ العمل الأول حمل عنوان «رغم الألم» وهو يشبه الأنثى تمامًا، فالوردة برقتها وبذبولها مازالت محافظة على رونق اللون الوردي المُبهج الذي يبعث الحياة والأمل رغم السواد المحيط بها ومهما واجهت من صعوبات وانكسارات، أمَا العمل الثاني فهو لطفل باكٍ بعنوان «قسوة» والعمل يحمل رسالة العنف ضد الأطفال، فاللوحة تخبئ بين ثناياها حسًّا مرهفًا تجاه دمعة الأطفال، علّني أكون قد أوصلت بفني الهادف المعبر رسالة أسعى به لرقيّ مجتمعي كي يفخر بها وطني. الفنانة أمل علم قالت: المعرض من ضمن الأنشطة الصيفية الهادفة التي لابد أن تقام خلال هذه الفترة من الإجازات حيث يكون الفنان التشكيلي والمشاهد والزائر لمدينة جدة على اتصال بالحركة التشكيلية الفنية المعاصرة التي تقام ضمن المهرجانات الصيفية الثقافية والفنية والتعرف على الأنشطة المختلفة الخاصة بكل مدينة سواء كانت أنشطة تراثية شعبية أو ثقافية أو فنية. وهدف الفنان التواصل مع المجتمع في المهرجانات المقامة والتعبير عن حب وطنه والارتباط الوثيق بشكل اكبر من خلال لوحاته والتعريف ببلده وبنفسه وتقديم ما هو جديد بالفن التشكيلي، وقد شاركت في المعرض كضيفة شرف مع مجموعة من طالباتي وقدمت لوحتين تراثيتين حيث تعبر اللوحة الأولى عن تراث الحجاز ممثلة في رواشين جدة بخامات مستحدثة من خامات البيئة المتوفرة ممثلة في ورق الكانسون البنّي ونشارة الخشب وشرائح الخشب الرقيقة، و كلها من مخلفات النجارة مع استخدام الأحبار ومادة الكلوريكس في تلوين اللوحة بشكل فني جديد مما يوحي للمشاهد كأنها لوّنت بأداة حرق الخشب والجلد وتلوينها بألوان فاتحة ويستبعد أي مشاهد أن التأثير كان بمادة (الكلوركس). أما اللوحة الثانية فهي لوحة من تراث الجنوب تعبّر عن مجلس بزخارف شعبية منفذة بخامة قماش الستان وألوان الاكريليك والسيتا كلر. وترى الفنانة نوف بن لحول أن المعرض كان رائعًا ومتكاملاً من جميع النواحي بجمعه تحت سقفه جميع الفنون التي تغذي العين والروح بأسمى المشاعر من حيث التذوق الفني والفنون التشكيلية والتصوير الضوئي، مضيفة بقولها: أدخلنا المعرض نحن المبتدئين في هذا الفن الواسع روح المنافسة والإبداع والمحبة والتعاون بيني وبين زميلاتي الفنانات، وقد قدمت لوحة واحدة فيه. الفنانة حنان أبوطالب ختمت الاستطلاع بقولها: كان لي شرف الاشتراك بمعرض (المملكة في قلوبنا) بلوحتين تجريديتين تحت اسم حلم، استخدمت فيهما الرسم بالسكين.