منذ فترة طلب مني أحد المتابعين لحسابي في تويتر أن أكتب ولو مرة في الشأن الرياضي، ثم عاد وقال لي «يبدو أنك بعيداً عن الرياضة»، ومنذ يومين سألني أحد المتابعين إن كانت لي ميول رياضية، فقلت «أني تعاوني بالوراثة» ثم طلب مني متابع آخر أن أكون وفياً للتعاون وأكتب شيئاً عنه، والحقيقة أني فعلاً بعيد عن متابعة المنافسات الرياضية، ليس لأني لا أستمتع بها ولكن لانشغالي وعدم وجود من يتابع الكورة في بيتي فأشارك في ذلك، ومع ذلك سأكتب هذا المقال عن الرياضة، ليس الجانب الفني فأنا حتى لا أعرف أسماء معظم اللاعبين، ولكن عن جانب آخر وهو الجانب الاستثماري والتنموي، ولن يكون ذلك عن التعاون فقط بل هو خاص بجميع الأندية الرياضية. أصبحت الأندية الرياضية مؤسسات اجتماعية على درجة عالية من الأهمية في كونها تمثل مرافق ترفيهية وأيضاً تنموية في الجانب الرياضي التنافسي، والنمو السكاني المطرد الذي كون أكثرية شبابية في المجتمع السعودي يغذي الاهتمام المتنامي بالرياضة ويمثل فرصة جيدة للنوادي الجماهيرية لتكوين مصادر تموين لنشاطاتها الرياضية، في تقرير سابق تبين أن أحد أكبر النوادي من حيث الولاء الجماهيري هو نادي التعاون.. هذا النادي ونواد أخرى لم تستطع حتى الآن أن تحول ولاء الجماهير لقاعدة استثمارية تدر عليها دخل مستقر يضمن استقرار التزامات النادي تجاه برامجه، وعملية تحويل التعاطف الجماهيري لمورد مالي والذي يسمى اصطلاحاً في الاستثمار (Monetization) هو عملية احترافية تقوم على تكوين جهاز متخصص يطور أعمال تجارية تتمركز حول التعاطف مع النادي، وتكون هذا الأعمال تجارية بحته لها صفة الربحية وتتولى استثمار اسم النادي وشعاره ومرافقه وظهور اللاعبين في اللبس الرسمي للنادي، كما يقوم هذا الجهاز بإنتاج منتجات تذكارية وأخرى تستخدم في الحياة العامة، فما يمكن تطويره من أعمال ونشاطات لا حدود لها، مقارنة بما هو حاصل الآن، حيث معظم الأندية لا زالت محدودة في ابتكار موارد مالية تضمن استقرار الدخل المالي لها، وأكبر تحديات الأندية الرياضية هو تحسين الموارد المالية، فإدارة الموارد المالية للنوادي الرياضية في المملكة تمثل عقبة حقيقية في تطوير كثير من البرامج الإعدادية لأجيال من الرياضيين الشباب. لذا أجد أنه من المفيد أن يقوم النادي أو يتاح للنادي تكوين شركة استثمارية تعمل على أسس تجارية، يملكها النادي بالكامل وتدار بمجلس إدارة مستقل عن إدارة النادي ويعين لها مديرون محترفون في العمل التجاري، ويقيم أداء هذه الشركة بناء على ما تحققه من نجاحات في تكوين موارد مالية هي أرباح تلك الشركة التي تدرها على النادي، هذه الشركة تحتكر استثمار معطيات النادي المعنوية والمادية، لعدة سنوات، ويجوز للنادي إدراج هذه الشركة في سوق الأسهم كشركة عامة متى حققت متطلبات الطرح العام، وبحكم نشاطي في تطوير الأعمال سيشرفني أن أهب الخبرة والوقت لنادي التعاون خصوصاً حول تطوير هذا التوجه. اعتقد أني بهذا قد حققت بعض ما يتطلع له بعض متابعي حسابي في تويتر.