سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
90دقيقة تاريخية تقرر مسيرة الانتخابات الأمريكية معسكر بوش ينقل المعركة الانتخابية لساحة محكمة أطلنطا
فوز مرشحة ديموقراطية في مجلس الشيوخ جعل العدد في الجانبين متساوياً وأحدث مأزقاً
عقدت المحكمة الفدرالية العليا في الولاياتالمتحدة أمس جلسة تاريخية قد تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في وقت تعرض فيه المرشح الديموقراطي آل غور لضربتين جديدتين في معركته السياسية القضائية مع الجمهوري جورج بوش في فلوريدا. وقد تصدر المحكمة العليا وهي أعلى هيئة قضائية أمريكية حكمها الأسبوع المقبل على ما يفيد خبراء. وبحثت المحكمة على مدى 90 دقيقة طلب المرشح الجمهوري الذي يعتبر أن محكمة فلوريدا العليا تجاوزت صلاحياتها عبر سماحها باعادة فرز يدوية لبطاقات الاقتراع خارج المهلة القانونية في هذه الولاية. لكن محكمة فلوريدا خيبت آمال غور في تسريع الاجراءات اذ رفضت مساء أول أمس الفرزالفوري لحوالي 14 ألف بطاقة اقتراع مثار خلاف، يراهن عليها المرشح الديموقراطي لسد فارق ال537 صوتا الذي يفصله عن بوش ليتمكن من الفوز في الانتخابات. رفض اجراء عملية تصويت جديدة في فلوريدا ورفضت المحكمة ذاتها أيضا اجراء عملية تصويت جديدة في مقاطعة بالم بيتش الديموقراطية حيث صوت 19 ألف ناخب بسبب بطاقات الاقتراع المعقدة لمرشحين اثنين معا في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر. وعقد قضاة المحكمة العليا التسعة في واشنطن امام حضور قليل وعشرات من الصحافيين بينهم وكالة فرانس برس، جلستهم في حين تظاهر خارج مقر المحكمة أنصار من المعسكرين الجمهوري والديموقراطي، ورفضت المحكمة دخول كاميرات التلفزيون لكنها وزعت شريط تسجيل صوتيا عن الجلسة. قضاة المحكمة الفيدرالية يوبخون محاميي الجانبين ولم يوفر القضاة برئاسة وليام رينكويست معسكر بوش ومحاميه ثيودور اولسون، متساءلين هل ان لشكواهم بعدا فدراليا. وقالت القاضية روث غيتنسبورغ لم يقع نظري على أي قضية أخرى تم فيها مهاجمة محكمة عليا لولاية ما بالطريقة التي فعلتم . وبعدها جاء دور لورانس تريب محامي آل غور ليتعرض للانتقادات بشأن انتهاك محتمل لفصل السلطات من جانب محكمة فلوريدا. وهي المرة الأولى منذ انشائها قبل 210 سنوات التي تتدخل فيه المحكمة العليا الفيدرالية في الانتخابات الرئاسية. وجهة نظر محامي بوش واستمع القضاة الى عدة نقاط أثارها فريق بوش ولاسيما تلك المتعلقة بامكان ان تكون المحكمة العليا في فلوريدا اخطأت باصدارها الأمر بمواصلة الفرز اليدوي في هذه الولاية وما اذا كان كونجرس فلوريدا مؤهلا في حال الوصول الى طريق مسدود، تعيين الناخبين ال25 الكبار في اللجنة الناخبة التي ستنتخب رسميا في 18 كانون الأول/ ديسمبر رئيس الولاياتالمتحدة. ووجهة نظر محامي آل غور واحتج الديموقراطيون على هذه النقطة الأخيرة لدى المحكمة العليا الفدرالية. وثمة سيناريوهات عدة ممكنة, فقد تؤيد المحكمة العليا موقف بوش مما يعيد تقدمه ب930 صوتا على غور وفق فرز 14 تشرين الثاني/ نوفمبر ويعقد بشكل كبير مواصلة غور لمساعيه أمام المحاكم. ولكن غور سيحقق انتصارا معنويا كبيرا في حال رفضت المحكمة العليا طلب بوش أو حتى في حال رفضها البت بالمسألة. قضاة المحكمة العليا يستجوبون محاميي بوش وجور هذا وقد قام قضاة المحكمة الأمريكية العليا باستجواب المحامين الذين يمثلون المرشح الديموقراطي آل جور والمرشح الجمهوري جورج بوش في جلسة استمرت 90 دقيقة بشأن الحجج الشفهية أمس الجمعة فيما يتعلق بالظروف المحيطة بانتخابات فلوريدا المتنازع عليها. وهذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها المحكمة العليا في تقرير مسار انتخابات الرئاسة الأمريكية. عشرات الأسئلة وجهها القضاة والقى العديد من القضاة عشرات الأسئلة على المحاميين لورانس ترايب وثيودور أولسون ممثلا جور وبوش على التوالي، اللذين سعيا الى الدفاع عن موقف مرشحيهما فيما يتعلق بقانون ولاية فلوريدا. ولم يسمح بدخول كاميرات التلفزيون الى قاعة المحكمة المهيبة غير أن التسجيل الصوتي للاجراءات قدم للصحفيين وتم بثه خلال دقائق من انتهاء الجلسة. وطلب محامو حاكم تكساس بوش من المحكمة ابطال الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا لفلوريدا منذ اسبوعين بالسماح باستمرار عمليات اعادة الفرز اليدوي في ثلاث مقاطعات بجنوب الولاية الى ما بعد التاريخ المحدد قانونا لتأكيد النتائج. وقد قلصت عمليات اعادة الفرز من تفوق بوش على نائب الرئيس جور من 930 صوتا الى 537 صوت من بين ستة ملايين صوت. واستجوب القضاة التسعة أولسون محامي بوش حول زعمه بأن المحكمة الفدرالية يحق لها نقض حكم أصدرته محكمة الولاية في موضوع يتعلق بقانون الولاية. قاضية تتساءل: لماذا تتدخل المحكمة؟ وسألت القاضية روث بادير جينسبرج والقاضي جيفيد سوتر مرارا لماذا يتعين أن تتدخل المحكمة الفدرالية في موضوع انتخابي خاص بالولاية. وقالت جينسبرج التي تعد احدى القضاة الأكثر ليبرالية إننا ندين بأكبر الاحترام لتفسير محكمة الولاية لقانون الولاية . كذلك اسألوا إذا ما كان قانون فلوريدا يحدد تاريخا نهائيا ملزما لتأكيد النتائج أم أنه يترك ذلك الاجراء لتقدير مسؤولي الولاية, ويمكن أن تؤدي الاجابة التي يتم التوصل اليها في هذا الصدد في النهائية الى تقرير إذا ما كانت محكمة فلوريدا قد خالفت القانون بتحديد يوم 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي كموعد نهائي لتأكيد النتائج. الشك بدأ يساور القضاة كذلك بدا الشك على القضاة عندما دافع لورانس ترايب محامي جور عن تأييد حكم محكمة الولاية, وسأل العديد من الأعضاء ترايب عما اذا كانت محكمة الولاية قد قامت بتعديل قانون الانتخابات في الولاية باتاحة المزيد من الوقت لاعادة فرز الأصوات. حكم محكمة فلوريدا ربما خالف الدستور وكان القاضي المحافظ أنتونين سكاليا متشددا على نحو خاص في أن حكم محكمة فلوريدا ربما خالف مواد في الدستور الأمريكي بابطال قوانين الانتخابات التي وضعتها الهيئة التشريعة في الولاية. وقال سكاليا إن هذه مشكلة حقيقة بموجب المادة رقم 2 من الدستور. كذلك بدت القاضية ساندرا داي أوكرنر كما لو كانت تميل الى موقف بوش عندما قالت ان خطوة محكمة فلوريدا بتحديد تاريخ جديد لتأكيد النتائج يعد تغييرا جذريا . عنصر ترجيح بين القضاة المختلفين ويمكن أن تمثل أوكونر وزميلها المعتدل أنتوني كيندي عنصر ترجيح في أي قرار ينقسم حياله أعضاء المحكمة, وبدا استجواب كيندي كما لو كان يشير الى أنه غير متأكد اذا ما كانت القضية هي قضية فدرالية. وسأل كيندي أولسون عند نقطة ما إننا نبحث عن قضية فدرالية . وبعد الجلسة قال ترايب أن الاستجواب على الجانبين كان شديدا ولكنه لم يتضمن اي مفاجآت. وقال ترايب للصحفيين على درج المحكمة العليا بينما كانت الجماعات الموالية لبوش وجور تهتف بشعارات التأييد في مكان قريب بهذا المعنى فإنه مما يدعو للراحة أن نعرف أن القضية ليس بها أي قنابل موقوتة . المعارك القانونية بشأن الانتخابات الأمريكية هذا وقد تحولت المعارك القانونية المتعلقة بالانتخابات الأمريكية المتنازع عليها الى حاكم ولاية فلوريدا مرة أخرى وذلك في اعقاب الجلسة التاريخية التي عقدتها المحكمة العليا الأمريكية الليلة الماضية في فلوريدا والتي رفضت اصدار أمر بالشروع فورا في اعادة فرز أصوات متنازع عليها في اثنتين من مقاطعات الولاية.