اندلعت اشتباكات عنيفة أمس الخميس في أنحاء سوريا بعد يوم من دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كل الأطراف إلى وقف القتال والسعي إلى تسوية عبر التفاوض للانتفاضة المستمرة منذ عام, حسبما ذكر نشطاء في المعارضة السورية. وقُتل 24 شخصاً في أعمال عنف في سوريا من جراء الاشتباكات وعمليات القصف التي تتعرض لها المدن السورية من قِبل القوات النظامية الموالية للرئيس بشار الأسد. ففي محافظة إدلب (شمال غرب) قُتل عشرة مدنيين من عائلتين، بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان، أمس برصاص أُطلق على حافلة كانت تقلهم قرب مدينة سرمين، التي تعرضت أمس لقصف القوات النظامية، بحسب المرصد. وأفادت لجان التنسيق المحلية بتعرض المدينة لقصف متواصل، مشيرة إلى اقتحام القوات النظامية «الحارة الشمالية، وقاموا بإحراق وتحطيم الممتلكات». وفي مدينة حماة, اقتحمت القوات النظامية المدينة مدعومة بنحو 90 دبابة أمس بعد ليلة من القصف العنيف، واعتقال الكثيرين، وبدأت في ترهيب المواطنين, حسبما ذكر الناشط صلاح الحماوى. وقالت مصادر في المعارضة إن 20 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في هجمات للجيش بالمنطقة على مدى اليومين الماضيين. وفي درعا (جنوب)، قُتل جندي من الجيش النظامي السوري، وأُصيب أربعة آخرون بجروح إثر إطلاق مجموعة مسلحة منشقة النار على سيارة كانت تقلهم قرب قرية صيدا. وفي حمص (وسط)، قُتل ثلاثة مدنيين برصاص القوات النظامية, كما قُتل أربعة جنود عندما هاجم متمردون نقطة تفتيش يحرسونها في مدينة القصير. وقال المرصد إن قتالاً شرساً دار في المدينة. وفي محافظة دير الزور (شرق) تنفِّذ القوات النظامية السورية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية بحثاً عن مطلوبين للسلطات السورية، وأسفرت الحملة عن اعتقال عشرة مواطنين، بينهم أربعة من عائلة واحدة، بحسب المرصد. وفي محافظة اللاذقية (غرب)، قُتل خمسة جنود نظاميين في جبل الأكراد حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومنشقين عنها. واقتحمت قوات عسكرية أمنية كبيرة قرية كباني بجبل الأكراد بحثاً عن مطلوبين للسلطات مطلقة قذائف الهاون في الأحراش المجاورة للقرية. من جهة أخرى, أعلن عسكريون سوريون منشقون أمس تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة. وتلا العقيد المنشق خالد محمد الحمود بياناً أعلن فيه «تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها؛ ليكون هذا المجلس الراعي لشؤون وأعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقة»، حسبما أظهر تسجيل بُثَّ على الإنترنت. ودعا الحمود «الشرفاء من ضباط وصف ضباط وأفراد الذين ما زالوا في جيش (الرئيس السوري) بشار (الأسد) إلى أن يلتحقوا بصفوف الجيش الحر».