تكمن أهمية المؤسسات التعليمية والتربوية في كونها البيئة الأقدر على تشكيل وصياغة فكر المنتسبين إليها عبر مراحلها الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية ولعل مصدر تلك القدرة هو عامل الوقت الذي يقضيه الطالب والطالبة والذي يقارب ست ساعات بشكل يومي، وكذلك عامل السن للملتحق بتلك المؤسسات مما يجعل قوة التأثير على تشكيل الفكر والقناعة والسلوك متراكمة ومتجددة، وما زالت الحاجة في هذه الأيام على وجه التحديد لغرس القيم والمبادئ النبيلة في نفوس الأجيال أكثر من ذي قبل، فالإعلام في عصرنا هذا أصبح أكثر تأثيراً وانتشاراً بين أوساط الشباب مما يجعل دور المؤسسات الإعلامية والتعليمية كبيراً في بناء ثقافة الانتماء الصادق وغرسها وترسيخها في نفوس الناشئة الذي يشكلون شريحة كبيرة في المجتمع وليشعروا بحق الوطن وولاة أمره وما قدموه ويقدمونه لوطنهم وأمتهم وأن يكونوا درعاً واقياً وحصناً حصيناً في وجه كل من يحاول النيل من تلك الوحدة أو الإساءة لهذا الكيان ومقدراته وأن يكونوا بناة مجد وسؤدد وعلو ورفعة لوطنهم الذي تبوأ مكانة مرموقة على كافة الصعد بفضل من الله ومنه، ومن ثم بجهود قادته ورموزه الذين بذلوا وما زالوا يبذلون الخير لوطنهم ومواطنيهم ولأمتهم العربية والإسلامية، وأن تكون رسالة المؤسسة التعليمية أسمى من اكتساب العلم والمعرفة والمهارة حتى تكون تلك المعارف خير صاقل لعقلية الناشئة وخير داعم لزرع المسلمات والثوابت في نفوس الأجيال في الجنسين على حد سواء. وإنني في هذه العجالة التي أجدها فرصة سانحة لمناشدة سمو وزير التربية الأمير فيصل بن عبدالله حفظه الله بالموافقة على إقامة مسابقة على مستوى مدارس المملكة في الشعر الوطني وأن يتم تشكيل لجان مختصة لترشيح النص الفائز ليحظى بشرف المشاركة في مهرجان الوطن للتراث والثقافة بالجنادرية العام القادم بإذن الله. والله من وراء القصد مدير مدرسة ملهم الابتدائية