القاهرة - نهى سلطان - الرياض - دمشق - نيويورك - وكالات : سارت تظاهرات في عدد من المناطق السورية أمس في جمعة «التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل العالم»، حسبما أفاد ناشطون. وسجل العدد الأكبر من التظاهرات في مدينة حلب ومحافظتها (شمال) التي بدأت تتصاعد فيها منذ أسابيع وتيرة الاحتجاجات بعد ان كانت في منأى نسبيا عن هذا الحراك. وقال متحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان آلاف الأشخاص شاركوا في تظاهرات في أحياء عديدة من مدينة حلب. وحاولت قوات الأمن تفريق بعض التظاهرات عبر إطلاق الرصاص، ما تسبب بوقوع إصابات. من جهة أخرى قتل أربعة وثلاثون شخصا في أعمال عنف متفرقة في ريف دمشق، حيث تنشط حركة الانشقاق، وفي ريف حمص ودير الزور وحماة ودرعا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ففي ريف دمشق، قتل سبعة أشخاص فجر الجمعة جراء اشتباكات دارت بين الجيش النظامي وعناصر منشقين في الضمير وقطنا. وفي ريف حمص (وسط)، قتل مواطن جراء قصف القوات النظامية على مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة القوات النظامية. وفي دير الزور (شرق) التي شهدت حملة اعتقالات في حي الجورة ومنطقة الطب، قتل مواطن خلال اشتباكات وقعت بعد منتصف ليل الخميس الجمعة في حي الكنامات في المدينة. وفي حماة (وسط)، قتل مواطنان اثر إطلاق نار من القوات النظامية السورية في حي الأربعين في المدينة. وتعرضت بلدة قلعة المضيق في المحافظة لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف ما أدى إلى تهدم جزئي في بعض المنازل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي درعا (جنوب)، قتل أربعة عناصر منشقين في اشتباكات مع القوات النظامية في القرى الشرقية في المحافظة. على الصعيد السياسي, أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قررت إغلاق سفاراتها في دمشق تأكيدًا لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري، وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري. وطالب الزياني في بيان له في ساعة متأخرة من مساء الخميس, المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حازمة وعاجلة لوقف ما يجري في سورية من قتل وتعذيب وانتهاك صارخ لكرامة الإنسان السوري وحقوقه المشروعة. دبلوماسياً،عرض الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي نتائج زيارته لسورية في نهاية الأسبوع الماضي. ووصف ردود دمشق على مقترحاته بشأن حل الأزمة السورية بأنها «مخيبة للآمال»، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى الوحدة للضغط على دمشق، كما أفاد دبلوماسيون. وقال عنان متوجها إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي عبر الدائرة المغلقة من جنيف انه «يواصل النقاش على الرغم من الردود المخيبة للآمال حتى الآن» وان «مقترحاته الواردة في ست نقاط» تبقى مطروحة على البحث. واعلن انه سيرسل الأسبوع المقبل إلى دمشق خبراء لبحث احتمال إرسال مهمة مراقبة دولية إلى سورية، كما أضاف هؤلاء الدبلوماسيون، لكنهم لم يعطوا تفاصيل حول هذه المهمة. من جهته أعلن السفير السوري لدى الأممالمتحدةبشار جعفري الجمعة ان الخبراء الذين قرر الموفد الدولي كوفي عنان إيفادهم إلى دمشق لبحث إمكان تشكيل بعثة مراقبين في سورية سيصلون إلى دمشق غدا الأحد. من جهة أخرى, يتوجه الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي إلى جنيف في زيارة تستغرق ثلاثة أيام خلال الفترة من 20 إلى 23 مارس يجري خلالها عدة لقاءات يتصدرها لقاؤه مع كوفي عنان المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية، كما يجري عدة لقاءات في مجلس حقوق الإنسان العالمي لمناقشة تصاعد وتيرة مسلسل القتل بصورة وحشية في سورية. إلى ذلك, قال الناطق باسم الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس الجمعة إن جدول أعمال التكتل لا يتضمن إجراء مشتركا لسحب كل سفرائه من سورية في الوقت الحالي. من ناحيتها, نصحت وزارة الخارجية التركية أمس رعاياها بمغادرة سورية المجاورة التي تشهد انتفاضة ضد نظام الرئيس الأسد مستمرة منذ سنة وتتعرض لقمع دموي. واعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ان حكومته الإسلامية المحافظة التي قطعت علاقاتها مع النظام السوري، حليفها السابق، تدرس احتمال استدعاء سفيرها من دمشق. وقال متحدثا إلى صحافيين «إننا ندرس جميع الخيارات». وقال اردوغان أمس إن تركيا تبحث إقامة «منطقة آمنة» أو «عازلة» على الحدود مع سورية.