القيادة فن وموهبة يوهبها الله لمن يشاء من عباده المخلصين الأوفياء لدينهم ووطنهم وجماعتهم والمرؤوسين لهم، فالإدارة ليست تصعيداً زمنياً ولا هي انتقاء مزاجياً، لكنها قدرة ومهارة وفطنة وعطاء وانتماء وحب وتضحية وإبداع وتطوير وتجديد. إن هذا النمط القيادي يتسم بالمصداقية الشديدة في خطة حياته الوظيفية مما يجعله أسوة ونبراساً منيراً ومهادياً لكل من يعتلي موقعاً قيادياً في أي مجال من مجالات العمل الإداري حيث يحمل لواء الحق دوماً من أجل الإعمار والبناء. كما يتسم أيضاً هذا النمط القيادي (الكرازمي) بنضج الوعي الإنساني المدرك، وتفعيل نواتج الخبرة الميدانية في طريق التنمية الشاملة وربطها في كيف وحجم معدلات الأداء والتقدم في مسارات التنمية المختلفة مستهدفاً العمل الصالح السامي الراقي الذي يعين الناس في دنياهم وأخراهم. هذا العمل وعلى هذا النحو الإنساني لم يكن مجرد أداء وظيفي يقوم به القائد بل هو رسالة إصلاح وهداية وعون للآخرين والتوجه نحو أداء فاعل وناجح لما يقومون به من أعمال ذات عائد تنموي يحتاجه المواطن في وطن الأمن والأمان. هذه الكرازمية في القيادة تتبع منهجاً إسلامياً خالصاً دون انحياز لأي نظرية في الإدارة كلاسيكية أو حديثة أو معاصرة وغير ذلك من أنماط النظرية الإدارية خاصة تلك التي ربطت بين نمط القيادة والشخصية. هذا النمط الكرازمي الفريد يمثله (الأمير سلمان بن عبد العزيز نموذجا) ولا يختلف أحد حول عطائه المميز المعين على خبرته الواسعة وإلمامه بمعايير الرقي الحضاري ورؤيته الثاقبة للأمور الإستراتيجية ومتطلباتها. والنقطة الفارقة التي يتعين الالتفات إليها أن القيادة هي الرأس المدبر والمنظم لآلية الدولة والمشاركة في صناعة المشروع النهضوي التنموي بما يبرز المشهد على نبل منهجية القيادة صاحبة السلطة والمسؤولة من تحويل الآراء إلى قرارات حكيمة شكلاً وموضوعاً. والحق نقول لولا وجود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز على رأس العديد من المشروعات والجمعيات الأهلية والهيئات الفنية التطويرية والخدمية والرعائية ما كانت أنموذجاً رائعاً للتضحية من أجل النهوض الرائع لبلدنا التي باتت محط أنظار الجميع ممن يستهدفون تطوير المدن في معية الإبداع في النظريات التنموية الاجتماعية خاصة نظرية التغير في نمط الحياة في ضوء ثقافتنا (الإسلامية). والحق نقول إن الأمير سلمان يوم أن عمل على تشكيل هيئة تطوير مدينة الرياض كان واضعاً نصب عينيه أن التطوير في حد ذاته واجب وطني يحمله على عاتقه فهو مسؤولية وطنية جليلة.. وهو مطلب نهضوي لا مراء فيه، ولا تنازل عنه، ولا تواني في مسيرته لأن المقصد والغاية هو بلوغ درجة عالية من التقدم في كافة المجالات التنموية. هذه المهام التي يضطلع بها الأمير سلمان تجعله رمزا لاتساق الشخصية مع المبادئ فضلاً عن التميز في التنظيم والتوجيه وإدارة الأمور واستلهام المصلحة العليا للوطن. هذه القيم القيادية جميعها مكنت الأمير سلمان من ممارسة دوره الجديد (وزيرا للدفاع) بشكل إبداعي وعبقري، وبقدر عال من الكفاءة في ممارسة المهام بمعدل متوازن، فهو يدرك أننا في سباق مع الزمن (العولمي)، والحقيقة أنه لا يوجد وقت لنضيعه. ووجود الأمير سلمان على رأس المؤسسة العسكرية (وزارة الدفاع) وإلمامه بقواعد عمل هذه المؤسسة يحقق المبتغى من إحداث المواءمة بين القيادة المدنية والقيادة العسكرية والرقي بضرورات الأمن على الجبهة الخارجية والداخلية، وتحرير المزيد من النجاح لتصير المؤسسة العسكرية السعودية أكثر حداثة وقوة، وهذا هو التحدي الكبير أمام القيادة وهو على رأس الأولويات لتحقيق أمن وأمان واستقرار الوطن.