ليست المرة الأولى التي تطرح فيها قيادة مملكة البحرين مبدأ الحوار كطريق لتحقيق التوافق الوطني ومعالجة الخلافات السياسية، حيث كان هذا الملف موكلاً لسمو ولي عهد البحرين، وهذا يؤكّد حرص القيادة البحرينية على الاستماع لجميع أطياف القوى المختلفة في المجتمع البحريني وإيماناً منها بأن جلوس الجميع على طاولة الحوار، رغم اختلافات وجهات النظر، هو الركيزة الأساسية لتماسك مملكة البحرين واستقرارها. نبيل بن يعقوب الحمر، مستشار الملك حمد بن عيسى آل خليفة، للشؤون الإعلامية، أعلن مؤخراً عن قرب عقد حوار وطني شامل يضمّ مكوّنات المجتمع البحريني جميعها، مما يعني أن الملك حمد بنفسه هو من يرعى هذا الحوار، وهذا يمثّل خطوة مهمة على طريق تحقيق التوافق والاستقرار في مملكة البحرين، التي تندرج ضمن المبادرات والخطوات الإيجابية العديدة التي أقدمت عليها القيادة البحرينية خلال الفترة الماضية من أجل معالجة رواسب الأزمة السياسية المتراكمة وآثارها التي مرّت بالبلاد العام الماضي وسدّ الثغرات التي تحاول قوى خارجية النفاذ منها إلى إحداث الاضطراب والتوتر. إن الدفع بالحوار الوطني البحريني إلى الأمام وانخراط القوى الوطنية الحريصة على المصالح الوطنية العليا للوطن، من شأنه أن يضع الأسس القوية التي تحول دون تكرار الأزمة، ويعزل تلك العناصر التي تتّخذ من التحريض والإثارة والتأجيج أسلوباً ومنهجاً ومن ثم يكشفها أمام شعب البحرين الوفي والمخلص. ولذلك فإن الحوار الشامل الذي تعمل القيادة في مملكة البحرين على عقده خلال الفترة المقبلة يمثّل حدثاً مفصلياً في تاريخها السياسي، لأنه سيتوقف عليه الكثير مما يتعلّق بحاضرها ومستقبلها وسيرسم خارطة طريق جديدة من شأنها أن تدفع بعجلة التقدم والنمو لمملكة البحرين. ولذلك فإنه من المهم أن تتجاوب جميع التيارات المختلفة على الساحة السياسية البحرينية مع دعوة الحوار وتنخرط فيه بإخلاص ونية صادقة لتحقيق الأهداف المرجوة من ورائه. والله الموفق،،،