تحدثت في المقال السابق عن الملحق الذي نشرته مجلة الساينس العريقة، تعقيبا على التقرير الذي سبق نشره عن الجامعات السعودية، واتهام بعضها ضمنا بأنها تشتري السمعة الأكاديمية، وتساءلت عن سر عدم إعطاء الفرصة لكاتب التقرير الأصلي المحرر السيد باثاشرجي للرد، خصوصا، وأن المجلة نشرت تعقيب جامعة الملك سعود كاملا؟ إن دلالة ذلك في تقديري هي أن المحرر المذكور لم يستطع خلال الأشهر التي سبقت نشر الملحق أن يثبت ادعاءاته التي ذكرها في تقريره الأصلي، فقامت المجلة بنشر رد جامعة الملك سعود كاملا من باب القبول والاعتراف بما ورد فيه، وهو ما يشبه التبرئة والتراجع، أو الاعتذار إن صح التعبير. ومما يؤكد هذا الرأي هو أن محرري المجلة اللذين نشرا الملحق قد حرضا القراء على الاطلاع على كامل التعليقات التي وردت للمجلة ولم تتمكن من نشرها، وهي التعليقات التي كان معظمها ايجابيا تجاه جامعة الملك سعود كما أسلفنا!. ولكن، يظل أهم ما ورد في «ملحق تبرئة جامعة الملك سعود» هو الرد الذي كتبه البروفيسور الألماني يوفي بيكر من معهد ماكس بلانك ببرلين، والذي بدأه بالهجوم على التقرير الأصلي، والذي يعطي انطباعا خاطئا بأن جامعة الملك سعود تدفع المال للباحثين في المؤسسات المرموقة من أجل وضع اسمائهم في منشوراتها البحثية، ثم بعد أن يؤكد خطأ هذا الانطباع، يضيف بأنه يعمل كعضو فاعل في برنامج زمالة عالم في جامعة الملك سعود، وذلك لعمل البحوث المشتركة مع بعض منسوبي الجامعة، ويقول نصا: «إن الدكتور عمر الدوسري، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود يشاركني في كل التجارب التي أجريها في مركز هيلمهولتز لطوق التخزين الإلكتروني للشعاع السيكلوتروني (BESSY) في برلين- ألمانيا، وكذلك في تجارب الليزر الإلكتروني الحر في السيكلوترون الإلكتروني الألماني في هامبرج (DESY)»، كما يذكر بأن إحدى طالبات الدراسات العليا بجامعة الملك سعود، وهي الطالبة مشاعل الخالدي سوف تنضم إلى مجموعته في معهد فريتز هابر في برلين قريبا، ويختم بأنه فخور، لأن ما يقوم به مع زملائه سيساهم في تعزيز المجتمع العلمي بالسعودية، والذي لا يزال ضعيفاً نسبياً، وهذا سيساعد المملكة العربية السعودية على المنافسة والبقاء. حسنا، إذاً نستطيع القول بأن نشر مجلة الساينس العريقة لرد البروفيسور بيكر الآنف الذكر، إضافة إلى نشرها لرد جامعة الملك سعود كاملا، وهو الرد الذي فند بالدليل القاطع كل ما ورد في التقرير الأصلي، إضافة إلى عدم اعطائها الفرصة لكاتب التقرير الأصلي بالرد هو عبارة عن «شهادة براءة» لجامعة الملك سعود في صحة ممارساتها العلمية، وهنا نتمنى من الزملاء الأعزاء الذين روجوا للتقرير الذي اتهم الجامعة قبل عدة أشهر أن يقولوا شيئا، ونحن هنا لا نطالبهم بالاعتذار، الذي هو من شيم الكبار، وإنما فقط نطلب منهم أن يقولوا كلمتهم الآن بعد أن اتضحت الصورة بشكل كامل لا لبس فيه، وإنا لمنتظرون.