فقدتْ مدرسة الرحمانية الابتدائية في الرياض رمز الطيبة والمحبة الأستاذ عبد العزيز بن جراد الماجد - رحمه الله- وذلك مساء يوم الأحد الموافق 6-3-1433ه بعد أن حضر للمدرسة صباحاً وتغلب على مرضه لتأدية واجب عمله، وبعد سؤاله عن حضوره، أخبرنا أن عدم حضوره يزيد من مرضه، وكأنه أراد أن يضرب لنا أروع مثل في إخلاصه في عمله حتى آخر لحظة في حياته، رحمه الله رحمة واسعة، فقد كان مدرسة في الحنان على طلابه، والتواضع للضعفاء، والشفقة على المساكين، والتعاون مع جميع الزملاء، ليس للكره ولا للبغضاء طريق لقلبه، ولا للحسد مسلك لنفسه ولا لروحه، لم يعش لنفسه ولا لدنياه، دائم البشاشة والابتسامة، كان بسيطاً مرحاً خفيف الظل؛ يحب إدخال السرور في قلوب الآخرين، صبوراً جلداً لا يشتكي، يخفي ما يعتري جميع الناس مما يعتريهم من هموم الدنيا، وعرفناه كذلك محباً للجميع للصغير قبل الكبير، ومحبوباً من الجميع وليس أدل على ذلك من تأثر تلامذته بعد وفاته، لقد رأيت حرصهم على الصلاة عليه وحضورهم لدفنه والدعاء له عند قبره مع صغر سنهم. رحمك الله يا أخي الكبير (كما كنت أناديك بذلك) سيبقى أثر محبتك وعطفك في قلوب طلابك، وستبقى بصمة تعاملك الحانية في نفوس زملائك، فلئن غاب جسدك فما زال صدى صوتك يتردد في فصول مدرستك، التي أمضيت فيها تسعة وعشرين عاماً مليئة بالعطف والحنان والرحمة والسرور، فعزاؤنا أنك قدمت على ربك بقلب سليم، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً، وعزاؤنا فيك أنك فارقت دنيانا وأنت رافع سبابتك، فرحمك الله رحمةً واسعةً وأسكنك فسيح جناته، فقد كنت رحيماً بالفقراء، شفيقاً بالضعفاء، لطيفاً مع الأطفال، فاللهم ارحمه والطف به وارفع درجته في عليين. محمد بن صالح الحمدان - مرشد طلابي