قبل 20 عاما، في 22 فبراير 1992م فتحت لإقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين تركمانستان والمملكة العربية السعودية صفحة جديدة من العلاقات الودية بين البلدين الشقيقين, خلال السنوات ال 20 الماضية وحافظت دائما على اتجاه إيجابي من التنمية السريعة في العلاقات التركمانية - السعودية. تتبع تركمانستان سياسة خارجية تقوم فيها مبادئ الصداقة على أساس تبادل المصلحة والمنفعة والتعاون الدولي. في هذا الأساس تركمانستان تطمح إلى تطوير العلاقات الثنائية بكل بلدان العالم خصوصا مع دول الكومونولث، أوروبا، آسيا والشرق الأوسط. في هذه الحالة تعلّق تركمانستان أهمية كبيرة على التعاون مع البلدان العربية وأولها المملكة العربية السعودية. تحتل المملكة العربية السعودية مكانة خاصة في نظام العلاقات الدولية لتركمانستان في مرحلة تاريخية جديدة من التنمية. تربط بين شعوب البلدين العلاقات الأخوية والصداقة والشراكة على أساس النهج المشترك للقضايا العالمية الرئيسية للعالم المعاصر وتوفير الاستقرار العالمي والإقليمي والأمن. وهناك أيضا المصالح الحقيقية المتبادلة في المجال التجاري والاقتصادي. ونحن نرى أن تطوير التعاون مع المملكة العربية السعودية في عدد من الاتجاهات المهمة في سياستنا الخارجية وبناء علاقات معه على المدى الطويل. ومنذ استقلال تركمانستان نشأت علاقات ودية بينها وبين المملكة تميزت بالثقة المتبادلة والنجاح الذي يظهر علاقة الصداقة والتفاهم العميق بين قادة البلدين. وقد كانت زيارة وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل إلى عشق آباد في 22 فبراير 1992م الخطوة الأولى نحو إقامة علاقات ثنائية بين تركمانستان والمملكة العربية السعودية، وقد تم خلال الزيارة توقيع إعلان مشترك لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وكانت الخطوة التالية لتطبيق هذا الاتفاق هي افتتاح سفارة المملكة العربية السعودية في عشق آباد في مايو 1997م، وكانت أول تمثيل دبلوماسي عربي في تركمانستان. المملكة العربية السعودية واحدة من البلدان الرائدة في العالم العربي، وقام الرئيس التركماني قربان قولي بيردي محمدوف بزيارة أولى رسمية للمملكة العربية السعودية، ودلت الزيارة على نقلة جديدة في التعاون الثنائي بين البلدين، أساسها تاريخي، بالإضافة إلى الوحدة الثقافية والروحية للشعبين، التي جاءت بفعل الرغبة في السلام والازدهار، وتم خلالها توقيعتفاقية عامة للتعاون بين البلدين في كافة المجالات. وخلال الزيارة كان لقاء فخامة الرئيس مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث ناقش الزعيمان الوضع الراهن وسبل تعميق التعاون بين البلدين في شتى المجالات. مشيراً إلى المستوى المرتفع الذي تحقق على مدى السنوات الماضية والتعاون الاقتصادي، وأيضاً أعرب الطرفان عن رغبتهما في تطوير التعاون في المجال الإنساني. واعترافاً بالخدمات البارزة في تعزيز وتطوير التعاون بين تركمانستان والمملكة العربية السعودية قدَّم الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة لفخامة الرئيس تركمانستان أعلى جائزة لبلاده (وسام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود). وخلال هذه الزيارة تم الاتفاق على إقامة سفارة لتركمانستان في المملكة العربية السعودية، التي باشرت مهامها في أبريل 2008م، حيث كان عاملاً لتعزيز فعالية العلاقات التركمانية - السعودية في مختلف المجالات. كما تم توقيع اتفاقية عامة للتعاون بين البلدين في كافة المجالات واتفاق تعاون بين غرف التجارة في البلدين. كما تزايدت الزيارات المتبادلة بين التركماني والسعودي في المجالات التجارية والاقتصادية والإنسانية في مستوى أعلى. إن العلاقات الصداقة والتقاليد الروحية والثقافية مشتركة القائمة منذ عدة قرون تعتبر في المرحلة الحالية من التنمية في البلدين عاملا مهما لمزيد من التقارب الشعبين الشقيقين، وإثراء علاقات الصداقة والشراكة البناءة في العديد من المجالات. من بينها واحدة من أهم هو المجال الإنساني. وكان عقد أيام الثقافة التركمانية في المملكة العربية السعودية واحدة من الأحداث المهمة في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، في شهر مايو 2009م في مدينتي الرياضوجدة، وذلك فتحت صفحةً جديدةً في تاريخ العلاقات بين الشعبين الشقيقين، اللتين أسهمت إسهاما كبيرا للحضارات العالمية. وشارك فيها فنانو الأداء من الأغاني الشعبية والموسيقية وفرق الرقص والفنانون والسينمائيون والفنانون المسرحيون وممثلو وسائل الإعلام. وفي إطار المنتدى الثقافي نظمت المعارض والحفلات الموسيقية والاجتماعات. كانت أيام الثقافة التركمانية في المملكة العربية السعودية دليل واضح على تطوير العلاقات الثقافية بين الدولتين. وهذا كان احتفال عظيم للصداقة والأخوة، ومرة أخرى بشكل واضح تظاهر الاهتمام الكبير لشعب المملكة العربية السعودية إلى التحولات الكبيرة الجارية في تركمانستان. برنامج «أيام الثقافي» إعطاء الفرصة للشعب الشقيق للتعرف بثقافة غنية، العادات والتقاليد المميزة للشعب التركماني واتجاهات الفن المعاصر. مثال آخر على مثل هذا التعاون كان عقد أيام الثقافة المملكة في شهر يناير2011م في تركمانستان. أصبحت أيام الثقافة المملكة العربية السعودية في تركمانستان قوة دافعة جديدة لمزيد من التقارب بين البلدين الشقيقين في رغبتهما المتبادلة في تعزيز أواصر الصداقة. وبدأت الأنشطة الثقافية بمبادرة قادة البلدين الشقيقين - فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف رئيس تركمانستان وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله وذلك أصبحت دليلاً واضحاً على علاقات الصداقة المتنامية وفتحت آفاقاً جديدة للعلاقات الثقافية المثمرة بين تركمانستان والمملكة العربية السعودية. وبالإضافة إلى ذلك، من أجل تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين تركمانستان والمملكة عُقدت اجتماعات الدورة الأولى للجنة التركمانية السعودية المشتركة حول التعاون التجاري والاقتصادي في الرياض في يومي 18-19 يناير 2011م. وفي نتيجة هذا الاجتماع قد وقع الجانبان على البروتوكول الذي يحدد طرق محددة ومزيد من التعاون في مختلف المجالات بين البلدين الصديقين وذلك خصوصاً في قطاع النقل، التعليم والثقافة، السياحة والرياضة ومجال التجارة والاقتصاد. اليوم، يميز هذه العلاقات في مستوى جديدة، وخاصة ارتفاع معدل نمو خاصة في العديد من مجالات الشراكة المفيدة للطرفين، بما في ذلك في قطاع الطاقة والصحة والتعليم والثقافة والسياحة. كان حدثا بارزا في بناء أوسع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين عُقد معرض للمنتجات تركمانستان في الفترة من 28-30 مارس 2011 في الرياض. وهذا المعرض استأثر باهتمام كبير في أوساط مجتمع رجال الأعمال المحلي. على وجه الخصوص، اهتم رجال الأعمال بفرص التصدير في بلادنا، وتم مناقشة المقترحات وآفاق التعاون الثنائي. في إطار المعرض تم عقد عدد من الاجتماعات والمشاورت بشأن تحسين التعاون والبحث عن أشكال جديدة لتبادل الخبرات، وتمت موافقة ممثلي الشركات المهتمة على إجراء مفاوضات محددة مع المنتجين التركمان. وبمناسبة الذكرى ال20 عاماً لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين تبادل وزراء الخارجية لكلا البلدين برقيات التهنئة. ونود في هذه الفرصة العزيزة التأكيد على عمق علاقات التعاون والصداقة بين بلدينا لمصلحة شعبينا تحت القيادة الرشيدة لبلدينا. ونود كذلك التعبير عن أمنياتنا بالسلام والرخاء والرفاهية لشعب المملكة العربية السعودية الشقيق.