تربطنا بالمملكة العلاقات الأخوية والصداقة والشراكة على أساس النهج المشترك للقضايا العالمية الرئيسية للعالم المعاصر وتوفير الاستقرار العالمي والاقليمي والأمن، وهناك أيضاً المصالح الحقيقية المتبادلة في المجال التجاري والاقتصادي، ونحن نرى أن تطوير التعاون مع المملكة العربية السعودية في عدد من الاتجاهات المهمة في سياستنا الخارجية وبناء علاقات معها على المدى الطويل. ومنذ استقلال تركمانستان نشأت علاقات ودية بينها وبين المملكة تميزت بالثقة المتبادلة والنجاح الذي يظهر علاقة الصداقة والتفاهم العميق بين قادة البلدين. ونعتقد أن زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى عشق أباد في 22 فبراير 1992م هي الخطوة الأولى نحو إقامة علاقات ثنائية بين المملكة وتركمانستان، وقد تم خلال الزيارة توقيع إعلان مشترك لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وكانت الخطوة التالية لتطبيق هذا الاتفاق هي افتتاح سفارة خادم الحرمين الشريفين في عشق أباد في مايو 1997م، وكانت أول تمثيل دبلوماسي عربي في تركمانستان. كما ازدهرت علاقات التعاون والشراكة بين البلدين بفضل علاقتهما الراسخة المتينة، حيث توجت هذه العلاقات بزيارة رسمية قام بها فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف رئيس تركمانستان للمملكة خلال الفترة من 13 إلى 16 أبريل 2007م، تم خلالها توقيع اتفاقية عامة للتعاون بين البلدين في كافة المجالات. وخلال هذه الزيارة تم لقاء فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وخلال اللقاء ناقش فخامة الرئيس وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الوضع الراهن وسبل تعميق التعاون بين البلدين في شتى المجالات، حيث أشارا إلى المستوى المرتفع الذي تحقق على مدى السنوات الماضية والتعاون الاقتصادي، وأعربا عن رغبتهما في تطوير التعاون في المجال الإنساني، وفي تلك الزيارة حظي فخامة الرئيس بلفتة كريمة من خادم الحرمين الشريفين عندما قدم له وسام الملك عبدالعزيز. وخلال الزيارة تم الاتفاق على إقامة سفارة لتركمانستان في المملكة، التي باشرت مهامها في مايو 2008م، حيث كان عاملاً لتعزيز فاعلية العلاقات السعودية - التركمانية في مختلف المجالات. كما تزايدت الزيارات المتبادلة بين التركماني والسعودي في المجالات التجارية والاقتصادية والإنسانية في مستوى أعلى. كان عقد أيام الثقافة التركمانية في السعودية واحدة من الأحداث المهمة في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، في الفترة بين 21 و28 مايو 2009م في مدينتي الرياضوجدة، شارك فيها الفنانون المعروفون والأغاني الشعبية والموسيقية وفرق الرقص والفنانون والسينمائيون والفنانون المسرحيون وممثلو وسائل الإعلام. وفي إطار المنتدى الثقافي نظمت المعارض والحفلات الموسيقية والاجتماعات. وكانت أيام الثقافة التركمانية في المملكة العربية السعودية دليلا واضحا على تطوير العلاقات الثقافية بين الدولتين، وهذا كان احتفالا عظيما للصداقة والأخوة، ومرة أخرى بشكل واضح ظهر الاهتمام الكبير لشعب المملكة العربية السعودية إلى جانب التحولات الكبيرة الجارية في تركمانستان. برنامج «أيام الثقافي» سيعطي الفرصة للشعب الشقيق للتعرف بثقافة غنية، العادات والتقاليد المميزة للشعب التركماني واتجاهات الفن المعاصر. وكما نعلم أن في الفترة من 19 - 22 يناير 2011م نتوقع عقد أيام الثقافة السعودية في تركمانستان. تركمانستان والمملكة العربية السعودية تربطهما علاقات ثقافية طويلة وأستطيع أن أقول بثقة إن أيام الثقافة سوف تعزز العلاقات بين البلدين الشقيقين، سيكون في إطار أيام الثقافة السعودية تنظيم المعارض والحفلات الموسيقية والاجتماعات. ونحن نعمل حالياً على مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والعليم في تركمانستان ووزارة التربية والتعليم العالي في المملكة العربية السعودية على التعاون في مجال التعليم. وفي إطار هذه الوثيقة سوف يشجع الطرفان على التعاون في مجال تبادل الطلاب والعلماء. مع ذلك أريد أن أشير إلى أن التوقيع على هذه المذكرة سوف يعزز التعاون في مجال التعليم، خصوصاً في تنظيمه وإدارته، وذلك باستخدام مختلف أشكال تبادل التدريب والخبرات والمهارات للمعلمين والموظفين الإداريين. خلال 10 الأشهر من العام 2010م الماضي قد زاد حجم التجارة بين تركمانستان والمملكة العربية السعودية 127 مرة مع نفس الفترة من عام 2009م، في الوقت الحاضر لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وهناك الكثير من العمل. على وجه الخصوص قد قام رجال أعمال سعوديون بزيارة إلى تركمانستان برئاسة عبدالرحمن الجريسي نائب رئيس مجلس الغرف التجارية، وخلال الزيارة كانت لديهم الفرصة للقاء مع رئيس تركمانستان، وعقدوا اجتماعات في حكومة تركمانستان، في الوزارات والإدارات المختصة في تركمانستان، وناقشوا قضايا التعاون الثنائي، وخلال الزيارة تم التوقيع على اتفاق تعاون بين غرف التجارة في البلدين. ونحن نعمل حالياً بشكل وثيق مع الوزارات والوكالات ذات الصلة في المملكة العربية السعودية لتطوير الشراكة التي تأسست في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، وأيضاً أود أن نلاحظ أن بين البلدين في عام 2009م تم تشكيل لجنة مشتركة حول التعاون التجاري والاقتصادي، ومن المتوقع عقد اجتماعات الدورة الأولى للجنة التركمانية السعودية المشتركة خلال شهر يناير، في الرياض في يومي 18 - 19 يناير 2011م. وبالإضافة إلى ذلك، في أواخر نوفمبر 2010م قام وفد برئاسة الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بالرياض بزيارة إلى تركمانستان، وخلال الزيارة عقدوا اجتماعات في الوزارات والإدارات المختصة في تركمانستان، وناقشوا قضايا التعاون الثنائي بين البلدين، وبالإضافة إلى ذلك في نهاية مارس 2011م في مدينة الرياض سوف ينظم معرض للسلع المنتجة في تركمانستان، هذا المعرض ينظم في الرياض من أجل زيادة الصادرات وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع هذا البلد الشقيق، وألاحظ أن هذا سوف يخلق ظروفاً مواتية لتبادل البضائع بين تركمانستان والمملكة العربية السعودية. وأود في هذه السانحة التأكيد على عمق علاقات التعاون والصداقة بين بلدين لمصلحة شعبينا تحت القيادة الرشيدة لبلدينا، وأود كذلك التعبير عن أمنياتي بالسلام والرخاء والرفاهية لشعب المملكة الشقيق. * السفير فوق العادة والمفوض سفير تركمانستان لدى المملكة العربية السعودية