هذه نصيحة جديدة يقدمها (المرور) من خلال الإحصائيات المعلنة (يوم أمس), والتي يقول فيها: إن يوم (السبت) هو أكثر الأيام (تسجيلاً) لحوادث السير في شوارعنا بمختلف مناطق المملكة..!! بينما يوم (الجمعة) أقل نسبة حوادث, وهو (الأكثر انخفاضاً) من بين بقية أيام الأسبوع الأخرى, ولعل في قلة الحركة وتوقف الأعمال فضل في ذلك..!! أعود (ليوم السبت) الذي يشكل قدومه (هما) كبيرا للكثير من (الموظفين والطلاب) والذين يعتبرونه (يوم نكد) لكونه يأتي بعد إجازة ( نهاية الأسبوع)، وهذه حالة ليست خاصة بنا لوحدنا، فيوم (الاثنين مثلاً) هو يوم النكد الأكبر عند (البريطانيين) لكونه بداية الأسبوع، فكم تتوقعون (نسبة) أو عدد الحوادث (المُسجلة في شوارعنا) خلال هذا اليوم فقط..؟! أرجو ألا تكون الإجابة (مخيفة وصادمة) فرغم كل تلك (الفلاشات) التي زرعها (المرور) في جسد الطريق وعلى كتفيه, (بلا فخر) نسجل (حادث سير واحد) في السعودية, (كل ثانية تقريباًً) خلال يوم السبت فقط؟! أتوقع أنها (نسبة مرتفعة) وقد نحصل بموجبها على (رقم عالمي) من موسوعة جينتس..!! على اعتبارأن (إجمالي الحوادث) التي تقع في هذا اليوم هو (85060 حادث)، وحقيقة لا أعرف هل (السائقون) الذين يقودون مركباتهم في شوارعنا بقية أيام الأسبوع هم (أناس مختلفون) عن (قائدي المركبات) يوم السبت، أم أن بداية الأسبوع، والعودة للعمل والحرص على المواظبة والانضباط (بروح مرحة وسعيدة) لها علاقة بالأمر..؟! (العلم عند الله) ثم عند من أعد (دراسة وإحصائيات) مرورنا العزيز..!! المحزن أن المرور يقول: إن هناك (20 حالة وفاة) كل يوم، بسبب حوادث السير وأن هناك (110 مصاب يومياً)، والمستغرب أن من (يتوفى منهم) بعد دخوله للمستشفى (بشهر) أو أكثر لا يعتبر ضمن إحصائيات الوفاة بسبب حوادث المرور؟! ولا أعرف لماذا لا يعتبر (ضحية حادث سير)؟! رغم أنه (أدخل المستشفى) بسبب ما أصابه من أثر جراء هذا الحادث..؟! وهذه (قصة أخرى) تستحق التأمل، وهو ما جعل هناك تضاربا في (الأرقام المعلنة) بعدد حالات (الوفاة) نتيجة الحوادث المرورية؟! المثير أن (المرور) وفّقه الله لكل خير يقول: إن (40%) من حالات (الوفاة) تقع داخل المدن بسبب حوادث السير.. بينما (60%) من حالات (الوفاة) تقع خارج المدن..!! وهو ما يطرح سؤالاً مهماً: (طالما أن الغلبة للحوادث المميتة والقاتلة خارج المدن) لماذا يتم (تكديس) معشوق الجماهير (ساهر) عند كل (إشارة)، وخلف كل (شجرة) في المدينة ومحيطها، وكأنه من التحف والقطع (التجميلية) في شوارعنا ومياديننا..!! أليس من الأولى (الحفاظ) على (أرواح الناس) في الطرقات السريعة وخارج المدينة، عبر نشر (سيارات ساهر) هناك، لرصد المخالفين والمستهترين والمتهورين (بأرواح المسافرين), بدلاً من جعلها تتبع من تجاوزت سرعة (مركبته) الحد المسموح به (بخمس أو عشر كيلو مترات) في الساعة داخل المدينة..؟! هناك فرق كبير جداً بين (فائدة ساهر) هنا وهناك.. خصوصاً وأن الحاجة (ملحة) و(واجبة) لضبط السرعة, ومحاولة تخفيفها على (الطرقات السريعة) والتي تتسبب في فقدان أكثر من (نصف) ضحايا (حوادث المرور) في مجتمعنا.. في يوم السبت وغيره؟! وعلى دروب الخير نلتقي.