الأستاذ/ خالد المالك حفظه الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أشكركم وأثمن جهودكم على مبادراتكم المستمرة في طرح المواضيع الهامة التي تتطرق لجميع مناحي الحياة. ويسرني بأن أطرح هذا الموضوع الهام جداً، وهو موضوع يتعلق بتأثير القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية (الإنترنت) على جميع فئات هذا المجتمع الغالي. وأعلم بأن الحديث عن هذا الموضوع يطول كثيراً، ومن الصعوبة عبر هذه الأسطر حصر جميع أضراره وما يسببه من تفكك لهذه المجتمعات المحافظة. إن هذا الخطر الذي يحيط بنا وبشباب العالم العربي والإسلامي، والذي يستوجب وقوفنا جميعاً لمحاربته والوقوف يداً بيد لإيقاف تأثيره الفتاك على عقول هذا الجيل الناشئ الذي انفتح بين يديه العالم على مصراعيه بكافة ميوله وأفكاره، حيث إنه سابقاً يعجزون عن الوصول إلى أفكار الشباب وعقول الناشئة لبث ما لديهم من سموم، أما الآن فقد أصبح الوصول سهلاً لحمل أفكارهم الهدامة لتقصف بالمبادئ والقيم وتدمر الأديان والأخلاق. فبعض القنوات والمواقع الإلكترونية تمثل خطراً يزحف بقوة، وينشر بشكل ملحوظ ليستشري في جسد هذه الأمة التي تصارع هذه التيارات بكافة الاتجاهات، مواقع ليس لها هدف سوى افتراس شباب هذه الأمة والتأثير على عقيدتهم السمحة ولا تكترث بالعادات والتقاليد والالتزامات والتربية، فكل همها هو تحقيق المكاسب المادية ونشر الأفكار الهدامة. مواقع ظاهرها الصلاح وباطنها الكيد والغدر، فماذا نحن فاعلون أمام هذه التحديات والمخاطر الجسام؟ ومن المسؤول عن هذه القنوات والمواقع الإلكترونية التي تبث شرورها باسم الدين وتارة باسم الثقافة والعلم؟ نحن من خلال هذا الطرح لا نعمم على الجميع، فهناك قنوات ومواقع ملتزمة تتصف بالطابع التربوي والتعليمي والتوعوي، وهي قنوات تستحق التقدير، وأعتقد بأن لها دوراً كبيراً في عملية التوجيه لمضار هذه المصادر الفتاكة، فهذه الوسائل أسلحة ذو حدين يمكن أن تكون مفيدة إذا عرفنا أن نستغلها أفضل استغلال، وممكن أن تكون أداة لتخريب النفوس والأرواح، وبالإمكان التطرق لبعض آثارها والتي لا تخفى عليكم وهي كما يلي:- 1 - آثارها على الجوانب العقائدية. 2 - آثارها الأخلاقية والنفسية. 3 - آثارها على العلاقات الأسرية. نشاهد بين الحين والآخر من يتأثر بهذه القنوات والشبكات الإلكترونية لينال من الذات الإلهية ومن رسول هذه الأمة عليه الصلاة والسلام ومن ديننا الحنيف، فيجب تحصين أبنائنا بالتربية والتوجيه السليم وغرس مبادئ الأخلاق وتوعيتهم بتلك المخاطر، فنحتاج إلى التوجيه والإرشاد والتوضيح والمراقبة المحببة لتلافي تلك السلبيات ونحاول إيجاد ضوابط لاستخدام هذه الوسائل، كما يتطلب نشر حملات التوعية الدينية من خلال كافة وسائل الإعلام ومواقع نهل العلوم وكذلك المهرجانات والمناسبات الوطنية، والسعي لغرس مبدأ الرقابة الذاتية وتوضيح أهداف المواقع الخبيثة وتأثيراتها على فلذات أكبادنا. أتمنى أن يكون لدينا مراكز للتحاور، منابر ثقافية يشرف عليها مجموعة ممن اكتسبوا الثقة في علمهم وقدراتهم، لديهم سعة البال والقدرة على تقبل الآخر والرد بكل هدوء بالحجة والبرهان على جميع تساؤلات الشباب لكي نحفظ شبابنا من الإنزلاق خلف هذه الأفكار الهدامة ونشجع على نشر ثقافة التسامح وعدم التطرف. وأعجبني ما طرحته مؤخراً جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو مؤتمر يتعلق بالأدب والإرهاب، محاوره تتمثل في وقوف الأديب مع الإيمان والوطن والعلم ضد التطرف والأهواء والجهل والإرهاب. هذا النوع من الطرح جميل جداً، فعندما تتبنى منشآتنا الأكاديمية من فترة لأخرى موضوعاً لها مساس بما يواجه شبابنا من مخاطر وتحديات سيكون له تأثيره المستقبلي لكون جامعاتنا تحتضن بين أروقتها آلاف الشباب ولديها القدرة على إجراء الدراسات والبحوث عن أهم تلك المشكلات التي بحاجة للحلول والمقترحات الملائمة، وبإمكان مشاركة طلاب الجامعات في هذه الدراسات والبحوث وتحفيزهم بوضعها ضمن المقررات المعتمدة. راجياً مشاركة أصحاب الاختصاص وتفاعلهم بطرح الحلول والتصدي لكل ما يمس ديننا الحنيف ويخدش الحياء ويكون معول هدم لهويتّنا الإسلامية لكي نخرج بالفائدة المرجوة. - علي بن عوض باخريصة - أمين عام المجلس البلدي بحائل