كل عام وكافة أبناء المملكة العربية السعودية تتجه أنظارهم وقلوبهم وأفئدتهم إلى مهرجان الجنادرية رقم (27) بشوق ولهفة ورغبة ومحبة ومشاركة فاعلة من كافة أبناء مملكتنا الحبيبة بما يمتلكون من مخزون تراثي عريق تتجلى فيه أنواع المورثات الشعبية والتراثية لكل مدينة ومحافظة وقرية وريف يتعانق فيها عميق الماضي العريق بالحاضر المفعم بالأمل الصادق والحديث عن التراث من الإضاءات المحببة إلى النفس البشرية بشكل عام، فكل انسان في هذه الحياة يحب أن يسمع ويرى تراث آبائه وأجداده حياً يشاهد بأم عينه حتى يتسنى للأجيال الحاضرة والقادمة معرفة تراث الآباء والأجداد عن قرب إلى جانب التأمل والتفكر والتدبر واستذكار مآثر نهضتنا الحضارية في ماضيها التليد وتجديد هويتنا الثقافية والحضارية التي تداعت عليها تيارات معادية من كل حدب وصوب حتى تقضي على تراثنا العريق من الوجود ويصبح في طي النسيان فتمسك الأمة بتراثها وثقافتها يدل دلالة واضحة على حرصها الشديد وعلى تمسكها بهذا التراث التاريخي المجيد الذي سيمتد لأجيال عدة على مر الأزمان ويبقى التاريخ شامخاً على مر السنين والأزمنة دون اندثار، حيث إن إقامة مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة السنوي هذا المهرجان الفريد من نوعه يعد ثمرة جهود جبارة تقوم بها اللجنة العليا المشرفة على المهرجان وبتوجيهات كريمة وحكيمة وسديدة وسامية من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه وسدد على دروب الخير خطاه - صاحب الفكرة الأولى الذي أولاها جلّ عنايته واهتمامه وحرصه الكبير في إقامة هذا المهرجان السنوي، وذلك للحفاظ على تراث الآباء والأجداد وعلى كياننا الوطني والإنساني. وبرئاسة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - سلمه الله - وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني ونائبه رئيس اللجنة العليا للمهرجان معالي الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري - وفقه الله -، حيث يعتبر مهرجان الجنادرية السنوي مناسبة عظيمة من أروع المناسبات الهادفة التي تغرس في النفوس البشرية حب الانتماء الوطني وقيمه الحضارية الصادقة وثوابته العالية لأبناء المملكة العربية السعودية خاصة وأبناء الأمة العربية والإسلامية عامة، حيث إنه ملتقى عدد من الأدباء والكتاب والمفكرين والمثقفين وأصحاب الرأي من داخل البلاد وخارجها من كافة الوطن العربي والإسلامي للمشاركة والحضور لإحياء أنواع التحاور والتناظر في شتى الأمور والالتقاء والتشاور والتباحث وتبادل الخبرات والأفكار والمعلومات والآراء المتعددة في كافة القضايا الصعبة التي تهم امتنا العربية والإسلامية على وجه الخصوص في هذه المناسبة الوطنية المتميزة لما تحمله من عدة أهداف سامية وغايات نبيلة تتمثل في مد جسور التواصل والتقارب فيما بينهم في جو يسوده أواصر المحبة والمودة والتآلف والتآخي والتعاون والتكاتف والترابط لتبادل المعلومات والأفكار والأهداف والمعطيات الكثيرة والكثيرة، وكذلك تعريف العالم بحضارة أبناء المملكة العربية السعودية وتراثها العريق مع ربطها بالعقيدة الإسلامية الصحيحة بوصفها رسالة إلى شعوب العالم. كما أن هذا المهرجان التراثي والثقافي ملتقى تواصل أبناء المملكة العربية السعودية مع بعضهم البعض وربطهم بماضيهم وتراثهم العريق وما دعم خادم الحرمين الشريفين لهذا المهرجان الكبير إلا تجسيد لبعده الحضاري والثقافي.. وفي الختام.. أسأل الله الكريم أن ينفع بالجهود ويسدد الخطى ويبارك في الأعمال، كما نسأله أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها ويحفظ قادتها وولاة أمرها من كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب.