أمام بشار الأسد الرئيس السوري عدد من النماذج لكنه اختار النموذج الإيراني في قمع المتظاهرين والمنتفضين الإيرانيين، -وبالمناسبة هي واحدة ممن مهدت لظهور الربيع العربي- واختار النموذج الصيني في قمع المتظاهرين وسحقهم في ساحة بكين, وأخيرا النموذج الروسي الذي ما زال يجهض المظاهرات ويقاوم الربيع الروسي... وفي مجلس الأمن استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد القرار الذي ينقل الصلاحيات لنائب الرئيس السوري، حيث اعترضتا روسيا والصين لأنه ينتظرهما ربيع روسي وصيني سيهب على آسيا بعد أن هبت رياحه على الوطن العربي.. لماذا اختار بشار الأسد النموذج الإيراني مع أن أمامه النموذج والنهايات: التونسي والمصري والليبي واليمني. اختاره لأنه يعرف سلفا أن لهذا المحور أضلاع عدة: روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية ويدور في فلكهما العديد من الدول الصامتة. لذا كان من الضروري أن يتم التصويت في مجلس الأمن لكشف جميع الأوراق، كونها المعارك القادمة التي ستنتقل من البلاد العربية إلى قارات العالم: دول الديمقراطية ودول الممانعة... وهذا يبرر استمرار بشار الأسد في القتل والقصف واجتياح المدن والأرياف والقرى لخلق واقع جديد في معادلات السياسية الدولية بعد أن تكشفت المحاور والتحالفات بين الدول... المعادلة الداخلية التي قد تكون الأقوى هي قدرة المقاومة والرفض الشعبي على الصمود بعد انضمام حلب إلى صفوف المقاومة وتأرجح دمشق (الشام) حتى الآن وترددها في نصرة الشعب السوري رغم أن ريفها ومحيطها تحرك باتجاه الشعب... تركيا والأردن وإسرائيل ولبنان والعراق الدول الحدودية ستجد نفسها في مرحلة من مراحل الصراع وهي قريبة ستجد تلك الدول نفسها في مفاصل الحرب وجزءا من الصراع وهي المرحلة التي تعد لها أمريكا عندما يقول أوباما الرئيس الأمريكي: لابد أن ينقل الأسد صلاحياته وسلطته لنائبه, وتقول فرنسا سنتعاون مع أصدقائنا العرب وأصدقائنا بالمنطقة... سورية تستعد لحرب أهلية توشك أن تقع، لأن غليان الشارع السوري في تصاعد رغم القصف والقتل والتنكيل وهذا مؤشر على إصرار وتنامي الثورة الشعبية وفقد سيطرة الجيش والشبيحة مواقعهم على الأرض... الشعوب العربية في تونس ومصر واليمن لم تستأذن مجلس الأمن ولو حدث لكانت روسيا والصين لهما نفس الموقف باستثناء ما حدث في ليبيا، حيث كانت القراءة الروسية مختلفة نظراً للقرب الجغرافي لأوروبا وعامل النفط الذي يتطلب الموافقة من مجلس الأمن.