الولد نعمة من الله على والديه أمره الله أن يرعى هذه النعمة ويحسن تربيتها. وحقوق الولد على والده كثيرة أذكر بعضها مما دل عليه الدليل من القرآن والسنة. أولاً: أن يختار له الاسم الحسن الذي يناسبه في صغره وإذا كبر يُعلمه مبادئ الدين وخاصة أمور العقيدة وذلك بالتلقين ومشاهدة آيات الله في كونه. وقد جاء في حديث أخرجه ابن المبارك في البر والصلة وابن أبي الدنيا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ». وأخرج البيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي سعيد مرفوعاً: «مَن وَلد له ولد فليحسن اسمه وأدبه فإذا بلغ ولم يزوجه فأصاب إثماً فإنما إثمه على أبيه». وذلك أن الزواج فيه إعفاف لنفسه من النظر إلى ما حرم الله أو الوقوع في الزنا فجاء الحث من الشارع على الاهتمام بهذا الجانب العظيم. ثانياً: النفقة عليه ودلالته على الخير منذ صغره ليتربى على الأخلاق الفاضلة في قوله وفعله فإذا تربى على ذلك ابتعد عن كل ما يخالفها ولم يقع فيها. ثالثاً: تعويده على الصلاة وبيان أنها حق الله الذي أمر به عباده وأوجبه عليهم ولهذا جاء التوجيه النبوي في قوله عليه الصلاة والسلام: «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع». والله تعالى يقول: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طه: 132]، وقال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238]. رابعاً: تعويده على الأدب الحسن في المشي والحركة واللباس والنوم والكلام والنظر لينشأ عليها ويتعود على فعلها، وفي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد: «ما نحل والد ولداً أفضل من أدب حسن». خامساً: تعليمه العلم النافع وأعظمه تعليمه قراءة القرآن وتلقينه الآيات ليحفظها في الصغر، لأن هذا طريق الخير له في حياته ثم يعلم العلوم النافعة الأخرى من أهمها علم التوحيد ثم العلوم الشرعية الأخرى وغيرها من العلوم التي يحتاجها في حياته. وكذلك تدريبه على الشجاعة والقوة وقد جاء في الحديث: «حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرعي وأن يورثه طيباً». فإذا قام الوالد مع ولده بهذه التوجيهات الإسلامية سعد في حياته وأسعد أسرته معه وأسعد مجتمعه وأمته. والله ولي التوفيق. * وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الأسلامية