تبدو المعارضة الكويتية التي يقودها الإسلاميون متجهة لتحقيق فوز كبير في الانتخابات التشريعية غدًا الخميس بعد حملة خاضتها تحت شعاري الإصلاح ومحاربة الفساد مشددة على الطابع ال»تاريخي» للاستحقاق في سبيل تحديد مستقبل الكويت. إلا أن نتيجة الانتخابات، وهي الرابعة في أقل من ست سنوات، لن تؤدي على الأرجح بحسب المراقبين إلى إنهاء التأزم السياسي الذي يشل هذا البلد الغني وثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). وتضمنت حملات مرشحين من المعارضين مطالب تراوحت بين إرساء نظام متعدد الأحزاب وضرورة أن تكون الحكومة منتخبة مع رفع عدد أعضاء مجلس الأمة. وقال المحلل السياسي الكويتي المعروف سعد بن طفلة: إن «جميع المؤشرات تدل على أن المعارضة ستسيطر على البرلمان المقبل وستدفع مباشرة نحو الإصلاحات الدستورية». إلا أن ابن طفلة الذي شغل في السابق منصب وزير الإعلام أضاف «لست متفائلاً بأن الانتخابات ستؤدي إلى استقرار سياسي ما لم يتم اعتماد إصلاحات ديموقراطية جذرية». والمعارضة الكويتية هي في الواقع مظلة لتحالف واسع وغير وثيق بين إسلاميين وليبراليين وقوميين ومستقلين، ويمكن أن أن يتفق أو يختلف اعضاؤها بحسب الموضوعات المطروحة. وقال الناشط والمحلل السياسي أنور الرشيد: «إن انتخابات الخميس لن تؤدي إلى الاستقرار لأن أعداء الديموقراطية لن يقفوا مكتوفي الأيدي بعد هزيمتهم». وأضاف الرشيد، وهو الأمين العام لمنتدى المجتمع المدني الخليجي أن «خطتهم تقضي بإقناع الكويتيين بأن الديموقراطية مضرة وبأن البرلمان هو من يعرقل مشاريع التنمية». من جهة أخرى، أقدم مئات الكويتيين القبليين الغاضبين ليل الاثنين على احراق المقر الانتخابي لمرشح للانتخابات التشريعية على خلفية تصريحات له اعتبرت مسيئة جدًا لقبيلتهم، حسبما أفاد شهود عيان أمس الثلاثاء. ولم يصب أحد بجروح في هذا الهجوم الأول من نوعه خلال الحملة الانتخابية استعدادًا للاقتراع يوم الخميس. وتم احراق الخيمة (الديوانية) بعد إنهاء المرشح محمد الجويهل كلمة ألقاها أمام مناصريه وبعد مغادرة المناصرين من المكان. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الجويهل استخدم تعابير مسيئة لانتقاد مرشح آخر من قبيلة المطيري وللقبيلة نفسها، وهي ثاني أكبر قبيلة في الكويت وينتمي إليها مئة ألف شخص.