أحدثت عملية إحراق المقر الانتخابي لأحد المرشحين في الكويت رداً على إساءته لإحدى القبائل، ردود فعل واسعة النطاق. وذكر مراسل "العربية" أن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد استقبل اليوم 10 نواب معارضين سابقين للبحث في تداعيات القضية، وأكد على التشديد على تطبيق القانون، وأنه لن يسمح لأيٍّ كان بضرب الوحدة الوطنية. وأوضح المراسل أنه ربما يتم استدعاء المرشح لأمن الدولة للتحقيق معه على خلفية القضية. وفي مداخلة مع "العربية" انتقد سعد بن طفلة العجمي، وزير الإعلام الكويتي الأسبق، الحادث واعتبره تصرفاً ينم عن العنصرية، وقال إن هذه التصرفات مرفوضة ويجب اتخاذ إجراءات لوقفها، مبيناً أن الدول المتقدمة تعاقب على مثل هذه التصرفات في مختلف المجالات بما في ذلك ملاعب كرة القدم. وأشار العجمي إلى أن الحكومات التي بها قوانين تعمل على المحافظة على وسائل حياة مجتمعاتها. وقال إن هناك إدانة كاملة للحادث، والشعب الكويتي لن يسمح بمثل هذه التصرفات المرفوضة والخارجة عن القانون، وشدد على أن هذا العمل دخيل على الساحة الكويتية ويجب أن نراقب الأجواء التي تعيشها الكويت هذه الأيام من احتقان في خطاب الفتنة والبغضاء والكراهية، وهو خطاب مرفوض في كل الديمقراطيات، وقد ينتج عنه مثل هذه التصرفات. وكان آلاف الكويتين من أبناء قبيلة مطير قد أحرقوا، أمس الاثنين، مقر مرشح الدائرة الثالثة محمد الجويهل بعد أن تعاركوا مع مناصريه في المقر وسط حالة من الترقب لعناصر الأمن، وقد توافد بعد ذلك المزيد من أبناء القبيلة إلى مقر الجويهل وأحرقوا ما تبقى من المقر. وردد المهاجمون عبارات وشتائم ضد الجويهل الذي سبق له أن تحدث في مقره مهاجماً مرشح الدائرة الرابعة عبيد الوسمي بالقول: "لقد وصف الكويتيين بالكلاب". وأضاف الجويهل "إذا كان يعتقد أن قبيلته تحميه راح ندوسك وندوس قبيلتك". وقال أستاذ القانون في جامعة الكويت المرشح عبيد الوسمي في ندوة رداً على الجويهل الذي أساء لأبناء القبيلة: "إن الحكومة أمامها 4 ساعات لتطبيق القانون على الجويهل وإلا فسنطبقه بأيدينا. وأضاف: "يا وزير الداخلية اسمع الكلام الذي يصلك ويتعداك.. إذا لم يطبق القانون سأطبقه بنفسي". سلوك مرفوض وسادت حالة من الفوضى في العديلية أمس، ولم يستطع رجال الأمن ضبط الحالة التي أدت إلى زيادة أعداد أبناء قبيلة مطير في مقر الجويهل، فمنع المهاجمون رجال الأطفاء من القيام بعملهم بإخماد النيران، كما أعطيت التعليمات لرجال القوات الخاصة بعدم إثارة المجاميع التي بلغت أكثر من 6 آلاف. وعمدت وزارة الداخلية إلى منع الدخول إلى منطقة العديلية إلا لمن يثبت أنه من سكان المنطقة عبر البطاقة المدنية، فضلاً عن إغلاق الشوارع الداخلية المؤدية الى مقر الجويهل. وشكّل المتواجدون في المقر من أبناء قبيلة مطير مجاميع متفرقة يقود كل مجموعة شخص يردد بعض الكلمات والهتافات. وحتى ساعة متأخرة من فجر الثلاثاء، كان التجمهر مستمراً رغم المحاولات المتكررة لضبط الأمر، والتي فشلت في إقناعهم بإخلاء الموقع. وردد بعض الحضور عبارات حول مطالبهم بضرورة شطب الجويهل من الانتخابات. وعند الواحدة ليلاً، بينما كان المتجمهرون يعبرون شارع سامي المنيس في العديلية قرب نادي كاظمة، عمد شاب الى شتمهم، فانهالوا عليه ضرباً ومنعوا سيارة الإسعاف من نقله. ولم يصب أحد بجروح في هذا الاعتداء الذي وقع أمام أعين شرطة مكافحة الشغب.