نبه فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للافتاء، وعضو هيئة كبار العلماء ائمة المساجد القيام بالإمامة لشهر رمضان المبارك وعدم التخلف وانه لايجوز لهم السفر للعمرة ولا لغيرها الا بإذن الجهة المختصة. مشيراً فضيلته الى ان القيام بالإمامة واجب والذهاب للعمرة سنة ولايترك واجباً من اجل سنة. وأكد الشيخ الفوزان في حديثه لالجزيرة ان النية شرط لصحة الصوم، وانه لا دليل على تخصيص ليلة سبع وعشرين عن رمضان بالعمرة، كما تناول فضيلته مسألة الاعتكاف، والقنوت، واخطاء الصائمين وبعض الأخطاء التي يقع فيها الصائمون وعدد من الموضوعات المهمة المتعلقة بالشهر الفضيل وفيما يلي نص اللقاء: * هل النية في الصوم أساس لمصداقيته؟ النية شرط لصحة الصوم لأن الصوم عمل ولكل عمل من أعمال العبادة لايصح الا بنيته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: انما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فإن كان الصوم واجباً فلا بد ان تكون النية من الليل لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا صيام لمن لم يبيت النية من الليل وان كان الصوم نفلاً فإنه يصح بنية من النهار لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيته مرة فقال لأهله: هل عندكم من شيء قالوا: لا قال: إني اذاً صائم . وأنبه هنا الى ان كلمة مصداقية كلمة دارجة وليست أصيلة والصواب ان يقال: صدق بدل مصداقية . * يصوم البعض رمضان كعرف وتقليد دون ان يدركوا ابعاده، ما وصية فضيلتكم لهؤلاء؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: انما الاعمال بالنيات فمن صام رمضان تعبداً لله وطاعة له حصل على اجره وثوابه ومن صامه عادة لا عبادة فليس له اجر عند الله, ووصيتي لهؤلاء ان يتقوا الله ويخلصوا له الاعمال والعبادة, فان الله لا يقبل من الاعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه وصواباً على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. * يتبع البعض الاعتكاف في رمضان في المساجد، وأحياناً يعتكفون خارج شهر رمضان، فما شروط هذا الاعتكاف؟ الاعتكاف هو المكث والبقاء في المساجد تعبداً لله ولأجل التفرغ لذكره وعبادته وهو ثابت بالكتاب والسنة والاجماع، قال تعالى ولا تقربوهن وأنتم عاكفون في المساجد وقال تعالى ان طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود , وشروطه: الاخلاص لله فيه، والمتابعة لسنة نبيه فيه, وان يكون في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة، وان لايخرج إلا لما لا بد له منه, وان لا يجامع زوجته في أثنائه. * انتشرت في الآونة الأخيرة ترك بعض أئمة المساجد لمساجدهم والتوجه الى مكةالمكرمة أو الإمامة خارج البلاد,, كيف تنظرون الى هذه الظاهرة؟ إمام المسجد الذي قد عين للإمامة من قبل الجهة المختصة يجب عليه القيام بالإمامة ولا يجوز له السفر للعمرة ولا لغيرها إلا بإذن الجهة المختصة وان يكون محتاجاً لهذا السفر، وأن يخلف بعده من يقوم بالإمامة على الوجه المطلوب، وقيامه بالإمامة واجب وذهابه الى العمرة سنة ولا يترك واجباً من اجل سنة. * ما الدور الذي ينبغي ان تقوم به المرأة المسلمة في هذا الشهر الفضيل تجاه ابنائها على وجه الخصوص وبيتها؟ وهل صلاتها في بيتها افضل ام في المساجد؟ على المرأة المسلمة ان تتقي الله في رمضان وفي غيره وان تلزم الحجاب والحشمة عند خروجها من بيتها للصلاة في المسجد او لحاجتها وان تقوم بتربية اولادها وحوائج بيتها لان المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها وصلاتها في بيتها افضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لاتمنعوا إماء الله مساجد الله . * بعض الناس يعتمد العمرة ليلة سبعة وعشرين,, فهل هناك دليل شرعي على ذلك النهج الذي يتخذه الناس؟ لا دليل على تخصيص ليلة سبع وعشرين من رمضان بالعمرة، لان العمرة لها فضيلة في جميع شهر رمضان، وتخصيص هذه الليلة بالعمرة يترتب عليه الزحام الشديد والخطر الذي لا يتمكن معه احد من اداء العمرة على الوجه المطلوب. * هناك اخطاء يقع فيها بعض الصائمين,, ما أبرزها؟ من أبرز الأخطاء التي يرتكبها بعض الصائمين كثرة النوم في النهار وترك الصلاة في وقتها ومع الجماعة وهذان محرمان كبيران من كبائر الذنوب، وكذلك إضاعة وقت رمضان في الغفلة والأشغال الدنيوية. * ما الأدعية التي تقال في القنوت في رمضان؟ وهل القنوت في الوتر لازم؟ القنوت في الوتر سنة، والأدعية التي تقال فيه هي الأدعية الواردة في الكتاب والسنة والأدعية الجامعة، وأفضلها ما ورد في حديث الحسن بن علي اللهم اهدنا فيمن هديت إلخ. * يقوم بعض الأئمة بوضع مكبرات صوت وجهاز يعرف باسم جهاز صدى يحدث اثناء القراءة تردداً في أواخر الكلمات مما يجعلها متداخلة غير واضحة أحياناً، وقد تحدث نوعاً من جمال الصوت بالمقابل ربما تأثر المصلون وخشعوا على إثره,, فما ترون في ذلك؟ أرى أن يقتصر الإمام على إبلاغ صوته للمأمومين ولا يزيد على ذلك خارج المسجد لأنه يشوش على المساجد الأخرى والبيوت التي حوله، والصدى لا داعي لا ستعماله، واذا صار يخل بالقراءة فإنه لايجوز. * ما حكم الذهاب لمسجد معين لأداء صلاة التراويح والقيام عند إمام جميل الصوت؟ لا مانع لاختيار مسجد يصلي فيه إذا كان أكثر جماعة او كان إمامه أحسن قراءة أو أكثر فائدة ما لم يصل الى حد المباهاة. * فضيلة الشيخ,, هل الأفضل أن يؤدي المسلم العمرة في رمضان ويعود الى بلده او البقاء في مكة حتى إنتهاء الشهر الفضيل؟ وأنتم تعرفون الازدحام في هذا الشهر المبارك؟ الأفضل البقاء في مكة في شهر رمضان والاعتكاف في المسجد الحرام ما لم يترتب على ذلك ضياع مسؤوليته عن اولاده او وظيفته التي يجب عليه القيام بها. * الإمام غير الحافظ لكتاب الله يقرأ هو مباشرة من القرآن الكريم أم يوكل أحدا غيره في الإمامة أم يقرأ ما تيسر له وخاصة في رمضان؟ لا بأس أن يقرأ الإمام المصحف في صلاة التراويح والتهجد بها إذا كان لا يحفظ القرآن ولا يلزمه ان ينيب غيره ممن يحفظ القرآن. * ماذا يقول فضيلتكم للذين يبكون ويخشعون عند دعاء القنوت,, بل والمبالغة من بعض الأئمة في ذلك؟ لا تجوز المبالغة في التخاشع عند دعاء القنوت لما في ذلك من التشويش وخوف الرياء. * تنتشر في رمضان ظاهرة التسول في المساجد,, فما الحكم الشرعي الذي ينبغي ان يقوم به الإمام او المؤذن تجاه المتسولين في المساجد؟ التسول لا يجوز إلا للمحتاج بقدر ما يدفع حاجته ثم عليك بقول النبي صلى الله عليه وسلم تكثرا فإنما يسأل جمرا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.