اليوم يعود (المتنزهون) لأعمالهم، بعد انتهاء (إجازة الربيع)، مخلفين (ملايين الأطنان) من الأوساخ، بسبب آثار (فسحتهم)، و(تخييمهم), وهي عادة (ألفناها) عند انقضاء كل إجازة، للأسف الشديد..!. هذا الأمر الذي (يُكلف) الدولة في كل عام (مبالغ كبيرة)، من أجل (رفع) هذه (المخلفات)، التي لا يتم اكتشاف (بعضها) إلا بعد أن (تؤثر سلباً) على البيئة، وكان بالإمكان معالجة (الأمر) بشيء من التعاون من (مرتادي) تلك الأماكن..!!. في اليومين (الماضيين) سعدت كثيراً بما شاهدته في (عنيزة)، عندما كُنت في ضيافة (مهرجان الغضا)، وسررت بنجاح (الأهالي)، وتعاونهم مع (مديرية الزراعة) هناك، في وضع تنظيم للتنزه في منطقة (الغضا) بأسلوب (سري) يحافظ على المعلومات، وسريع بانضمام كل من يريد الإقامة هناك (بمخيمه)، لقاعدة البيانات، وإحداثيات الموقع..!. فمن يريد أن يقيم أو ينصب (خيمة) ليوم، أو شهر في (منطقة الغضا)، يجب عليه الحصول على (رقم موقع) من فرق الزراعة المنتشرة هناك، يتم من خلاله وبشكل سريع تزويده (بإحداثيات) الموقع الذي (سيُقيم) فيه، والحصول على (معلوماته)، وتعهده بعدم الاحتطاب، والمحافظة على (النظافة العامة)، وتسليم الموقع (نظيفاً) بعد رفع مخلفاته، ويتم وضع (تأمين رمزي) مُسترد بعد تسليم الموقع (جاهزاً) لاستقبال شخص آخر..!. حقيقة في هذه (التجربة) نلمس (ثقافة) عالية جداً، تُشعر المواطن (بمسؤولياته) تجاه مكتسبات وطنه، وتنمي (إحساسه) بالمحافظة على المناطق المشتركة بين الجميع، كما أن إيجاد (قاعدة بيانات) للمتنزهين، يفيد الجهات (الأمنية) عند الحاجة، إضافة إلى سهولة معرفة (الموقع) في الصحراء، عند الحاجة للتدخل، والوصول من قبل (الإسعاف)، أو الطوارئ، لا سمح الله. هذه (التجربة) في التنظيم، تحاصر (العشوائية)، وتُعد بادرة (مميزة) من الأهالي ومديرية الزراعة، للقضاء على الظواهر (غير اللائقة) في المخيمات، وجعل أماكن (التنزه) عنواناً حقيقياً لنظافة المنطقة، وهي تستحق الإشادة، والتعميم على بقية المتنزهات في المملكة..! وصدق (فنان العرب) عندما تغنى راقصاً بسامري (أهل عنيزة) وهو يقول: نوله عليها من الولاء ونبكي عليها من الشجن ليت الليالي لو يجن ابكيف من عنده ولا يصبح على رمل الخلا بين الغضا وتحت المزون ويمسي بلا غم وحزن والبال من همه خلا وعلى دروب الخير نلتقي.