دمشق - القاهرة - نيويورك - باريس - وكالات: في مسعى دبلوماسي عربي آخر يهدف إلى حقن الدماء السورية وإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد خصوصاً بعد دعوة وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة إلى (بدء حوار سياسي جاد في أجل لا يتجاوز أسبوعين من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وتفويض الرئيس السوري بشار الأسد صلاحيات كاملة إلى نائبه الأول للتعاون مع هذه الحكومة، وفي ضوء ذلك يتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى نيويورك غداً السبت لإبلاغ مجلس الأمن الدولي بقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري للمصادقة على المبادرة العربية الجديدة لإنهاء الأزمة السورية وذلك خلال اجتماع لهما مع مجلس الأمن يوم الاثنين المقبل في نيويورك. ويسعى العربي ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم اللذان يترأسان اللجنة العربية بشأن سورية إلى حشد تأييد للخطة بين الدول الأعضاء في المجلس في الاجتماع المقرر في نيويورك يوم الاثنين المقبل. وقرر الوزراء إبلاغ مجلس الأمن الدولي بمبادرتهم الجديدة ومطالبته ب(دعمها) في حين رفضتها الحكومة السورية كما لم يتمكن مجلس الأمن الدولي حتى الآن من اتخاذ إجراء حيال الأزمة السورية المستمرة منذ مارس الماضي بسبب معارضة الصين وروسيا الحليفين البارزين لدمشق . واستمرت في هذه الأثناء الأجواء المشحونة وحمامات الدماء في سوية إذ أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان حصيلة القتلى في سورية ارتفعت أمس الخميس إلى 34 مدنيا بينهم 10 أطفال قتلوا برصاص قوات الأمن في عدة مدن ومناطق سورية خصوصا في حمص (وسط). وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان قوات الأمن والجيش شنت هجوماً عنيفاً على حي كرم الزيتون في حمص مستخدمة قذائف الهاون ما تسببت بسقوط 26 قتيلا بينهم تسعة أطفال وعشرات الجرحى. وقال المرصد ان مجموعة من الشبيحة شاركت في إطلاق النار على حي كرم الزيتون مساء أمس ,وأضاف ان 4 قتلى سقطوا في مدينة حماة بينهم سيدة كما قتل مدني في تفتناز في ادلب وفتى في الرابعة عشرة في مدينة نوى صباح أمس ومدنيان في ريف دمشق. وإضافة إلى ذلك قال المرصد ان 7 جنود منشقين عن الجيش قتلوا في عدة مناطق ومدن سورية، خلال اشتباكات مع الجيش النظامي. كما قتل 8 عسكريين من الجيش النظامي، بينهم عقيد قتل في حمص و4 جنود في درعا في اشتباكامع جنود منشقين. وأكد مسؤول محلي أمس الخميس ان السلطات السورية تجري محادثات لوقف إطلاق النار مع مسلحين سيطروا على بعض المناطق قرب دمشق في مؤشر على اقتراب الانتفاضة المستمرة منذ عشرة اشهر ضد حكم الأسد من العاصمة. وقال نشطاء في ضواحي دوما وحرستا وعربين بشمال شرق البلاد وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات من وسط دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين أثناء الليل. وكان إطلاق النار قريبا لدرجة أنه أمكن سماعه في وسط دمشق أثناء الليل. وقال حسين مخلوف محافظ ريف دمشق لمراقبين عرب قبل ان يتوجهوا إلى عربين إن السلطات بدأت حوارا معهم وبينهم بعض الجماعات المسلحة التي تسيطر على مواقع هناك. وأقرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أول أمس الأربعاء بأن الأممالمتحدة لم تعد قادرة على إعطاء حصيلة دقيقة لضحايا القمع في سورية. وقال (كان لدينا رقم خمسة آلاف) قتيل منذ بدء المظاهرات في سورية في مارس2011واضافت (الرقم اصبح اكبر حاليا). ولكنها أقرت بأن أجهزتها تواجه صعوبات للحصول على حصيلة موثوقة لان بعض المناطق مغلقة تماما خصوصا أحياء حمص. وأضافت نحن عاجزون عن تحديث هذه الحصيلة ولكن حسب رأيي فإن خمسة آلاف واكثر هو رقم ضخم يجب ان يحث الأسرة الدولية على التحرك بشكل عاجل. من ناحيته أعلن النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام اللاجئ إلى فرنسا أمس في مقابلة مع صحيفة (لو فيغارو) ان الأسد يحشد أسلحته في المناطق العلوية. كما اتهم خدام الأسد بمحاولة تطبيق خطة ل (تقسيم) البلاد. وأضاف ان بشار وعائلته قاموا أولا بتوزيع بنادق وأسلحة رشاشة في المدن والقرى التي يقطنها علويون من أبناء طائفتهم ومنذ شهر بدأوا نقل أسلحة ثقيلة براً نحو الساحل لإخفائها في التلال والجبال.