سمو الأخلاق العالية التي تجمع رحابة الصدر والكرم والطيبة وصلة الرحم والعطف وقبلهم الدين الصادق.. صفات لا تجتمع إلا مع الأمهات الصالحات العفيفات.. وحينما تشدو بتلك الصفات مجتمعة مع من حباها الله ببر أبنائها الصالحين..لا بد وأن تكون في قمة السعادة حينما تؤرخها للتاريخ.. وتحزن أشد الحزن حينما تفارقك من تحمل تلك الخصال الحميدة.. عمتي شايعة بنت عثمان العبدالعزيز الركبان والدة العزيز عبدالله السليمان الحقيل هي رحمها الله إحدى من ترفع القبعة إجلالا واحتراما لسيرتها الذاتية.. هي العمة والأم والأخت لكل من أحبها وأحبته.. نعم.. إلى جنة الخلد أيتها العمة الكريمة والفاضلة خلقًا وأدبًا.. الغريب في مجلس العزاء الذي شهده معالي الشيخ عبدالله العبد المحسن التركي خالها وابن عمتها ووالدي والعم عثمان العلي الركبان وبحضرة معالي الشيخ العم عبدالله العلي الركبان أبناء عمومتها كان هناك معزين من كبار السن من أهل القصيم عرفوا عمتنا شايعة باجيرة والذكر الحسن ووالدتها رحمهما الله قبل أكثر من ستين سنة في أحد أحياء الرياض.. جاءوا معزين أبنائها ورووا جملة من محاسن العمة وأسرتها ووالدتها وجدتها لأمها عمة معالي الشيخ التركي الذي روى أن جدته لوالدة عبدالمحسن التركي تحفظ وتعلم كتاب الله بل إنها تقرأ القرآن على المصابين باالعين وخلافه.. وكانت تستخدم الكتابة على الأرض في التعليم لحفظ النقاط أو شيئ من هذا القبيل.. اذا لا عجب وان عمتي تحمل تلك الخصال الحميدة وهي تتربى في كنف العلم الصالح منذ ما يزيد عن نصغ قرن.. إنها الحياة الصالحة المليئة بالإيمان والتقى.. كان معالي الشيخ التركي يزورها دومًا ولا ينقطع عنها محبة لها ولأبنائها فهو الخال الصالح المحب.. الحريص على صلة الرحم.. فيقول لي معاليه مازحا ومخففا على فراق عزيزتنا.. أبعد هذه الغالية شايعة الركبان نبحث عن الركبان..رحمها الله.. عمتي شايعة الركبان هي والدة الأخ عبدالله السليمان الحقيل وإخوته الأكارم محمد وعثمان وخالد وبدر وسلطان وشقيقتهم الكريمة منيرة.. فعظم الله أجركم أيها الأحبة أبناء الشيخ سليمان الحقيل رحمه الله وحرمه.. نعم إنه القدر حينما يؤصل فينا الإيمان بفراق الأحبة..لقد كان تشيعها في مقبرة النسيم خير خاتمة لها.. فكم من الدموع ذرفت وكم من الدموع سكبت من عظماء الرجال حزنًا على أم عبدالله.. كانت حياتها رحمها الله كريمة وتحب صلة الرحم.. وكانت حريصة اشد الحرص على زيارة المحارم والأقارب بل يكاد اجتماع أسرة الركبان العائلي لا يفتقد تواجدها رحمها الله حتى كانت تسير على كرسي متحرك.. إنها نعم الأم رحمها الله.. بل إنها تفرح فرحًا شديدًا إذا زارها أحد من أقاربها وبخاصة الركبان.. يقول لي الأخ بدر الصديق العزيز والكريم: إن أمه شايعة حرصت أن تخرج معهم في الاستراحة قبل وفاتها بيومين رغم أننا حاولنا تأجيل الاجتماع تقديرًا لتعبها.. إلا أنها رحمها الله أصرت بأن لا يؤجل بل وتتذوق من طبخ ابنها بدر.. إنه الإيمان الكبير.. طيب الله منازلك عمتي.. عمتي شايعة الركبان مرحة وكريمة ومتدينة لا ترى فيها إلا سعة الصدر وقوية العزيمة حتى في تعب جسمها رحمها الله.. كانت تقسم الأيام بزيارة أبنائها وتقيم يومًا أو أيام عندهم.. محبة ووفاءً لهم.. وقد كسب أبناؤها بحمد الله برها المميز حفظهم الله.. عمتي كانت تأتي إلى جدي محمد الركبان إلى المجمعة في الأعياد وكل ما سنحت لها الفرصة الإتيان للمجمعة زارت رحمها.. إنها حقبة الإيمان الكبير.. أينا من هذا الصنيع الإيماني الجميل؟؟ عزائي إلى تلك العمة التي تحمل في قلبها الحب والإيمان لكل الناس بل تجاوز الأمر إلى محبة جيرانها في الحي.. فهي صاحبة الذكر الجميل والدعاء الصالح.. الذي إن سمعته بودك ألا تقف عن الدعاء.. يخرج من سويداء القلب.. رحمك الله.. عمتي.. وكم من الأيام تحرصين على رؤية أبنائنا فأنت الذي أطلقت على ابني محمد حفظه الله وأصلحه خالك محمد تيمنًا بجدي رحمه الله.. نعم أعزي فيك أبناءك عبدالله ومحمد وعثمان وخالد وبدر وسلطان والأخت منيرة وخالها الشيخ عبدالله التركي فعظم الله أجركم وجبر الله مصيبتكم في هذه الأم الحنونة ولأحفادها وأسباطها تعزية خاصة.. أكثروا من الدعاء لها وجففوا الدموع.. فهي الأم الصابرة المحتسبة..ويا له من فراق.. عزائي لأبي ووالدتي وكل من أحب العمة وأحبته..طيب الله ثراك أم عبدالله الحقيل.. أحمد بن عبدالعزيز الركبان