بدأت تظهر على النطاق الرسمي في نادي الاتحاد عملياً فكرة إنشاء مجلس شرفي جديد للنادي، يتكون من محبيه وأسمائه الشابة من الجيل الجديد، الذي يسعي إلى تشكيل (هيئة مختلفة) لأعضاء شرف النادي، بقالب جديد، وأسلوب مختلف، ومتغيرات حديثة، تتواكب وطبيعة العصر وحاجة النادي، بل الأندية الرياضية. التحركات العملية للفكرة (تبلورت)، وأخذت طابع التنفيذ من قِبل الشباب الذين يتبنونها، وبعد أن (نضجت) بدأت خطوات الإشهار على النطاق الرسمي بأخذ المشورة من كبار رجالات النادي والاستئناس بآرائهم، والاستزادة من أفكارهم ووجهات نظرهم وتطلعاتهم، والحصول على الدعم الرسمي منهم، خاصة أن الفكرة بدأ طرحها أساساً من قِبلهم، وكان في مقدمة من طرحها وتحدث عنها كثيراً، وفي أكثر من مناسبة، الأمير خالد بن فهد، وذلك بحسه الرياضي والإداري والاتحادي، وتأييده الفكري الداعم والمستمر لنادي الاتحاد، والتقط بعض الاتحاديين والإعلاميين الفكرة، وتحدثوا عنها، وروّجوا لها، كلٌ بطريقة وأسلوبه. وشخصياً، فعلتُ ذلك في أكثر من مقال ومجال، وكان آخر ذلك المقال الذي نُشر على صفحات (الجزيرة الغراء) في هذه الزاوية، وفي العدد (15111)، الصادر في الرابع عشر من شهر جمادى الأولى 1432ه، في مقال يتحدث عن تأجيل اجتماع كان مقرراً في ذلك التاريخ لهيئة مجلس أعضاء شرف النادي، كان عنوانه (تحديث قائمة أعضاء شرف الاتحاد)، قلت فيه ما نصه: «والنظرة الحقيقية والصحيحة - من وجهة نظري - عند الاتحاديين نحو (كبار) أعضاء الشرف يجب أن تتغير تماماً، وأن تتحول بالكامل إلى (الجيل الجديد) من أعضاء الشرف والأسماء الشابة المحبة والقادرة والواعية من أبناء أعضاء الشرف الكبار، وغيرهم من الاتحاديين (الأثرياء) والمثقفين والطموحين المتحمسين، وهناك أسماء كثيرة وكبيرة من هؤلاء لا بد من التحول إليهم، والاهتمام بهم، والتركيز عليهم، مطلوب استبدالهم، وحضورهم عوضاً عن الأسماء الكبيرة، وأن يكونوا في الصورة وأصحاب المشهد والمطالَبين بالحضور، وهم الذين عليهم حمل المشعل والإمساك بالدفة وقيادة زمام الأمور والسير بالمسيرة القادمة للفريق الاتحادي؛ لتبقى مسيرة قوية ومظفرة دوماً وأبداً».. مؤخراً تكون المجلس بالفعل (مبدئياً) من حيث الأسماء وفريق العمل أو (لجنة التأسيس)، التي أخذت خطوات عملية، آخرها القيام بزيارات لكبار أعضاء الشرف من الأسماء الفاعلة وصناع القرار، وكان من الطبيعي أن تكون البداية مع صاحب المبادرة في الفكرة الأمير خالد بن فهد، وأن يكون في مقدمتهم (الرمز الاتحادي) الكبير الأمير طلال بن منصور، الذي استقبل (فريق العمل) في قصره العامر، واستمع إلى شرح للفكرة وخطواتها، وأكد دعمه وتأييده لها، وكان ذلك بمنزلة (الإعلان الرسمي) لها؛ لتتبقى خطوات التنفيذ الفعلي والرفع النهائي عبر القنوات المعنية، التي ستكون بإشراف (طبيب القلوب) الدكتور خالد المرزوقي، رئيس النادي الأسبق، الذي سيعطي لها حتماً (النبض) والصبغة الرسميَّيْن، بما لديه من دراية وقدرة وسابق خبرة ومعرفة بالعمل الإداري، خاصة في الأندية الرياضية. وتبقى التجربة (رائدة) في انتظار استكمالها، والقبول والدعم الرسمي لها من قٍبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وإقرار نظاميتها؛ حتى تكون داعماً ومدخلاً للاستفادة منها في كل الأندية الرياضية. كلام مشفر الاتحاد هو أول ناد سعودي أنشأ مجلساً شرفياً من كبار رجالاته، ورفع في عهد رئيسه الدكتور عبدالفتاح ناظر - يرحمه الله - إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب طلباً رسمياً لاعتماده، وتبنت الرئاسة الفكرة، وأمر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - بدراستها قبل إقرارها وصدور أول لائحة لأعضاء شرف الأندية، وليس غريباً عليه الفكرة الرائدة الجديدة. تبني الشخصيات الشرفية الاتحادية فكرة (المجلس الشرفي الشاب) ليس مستغرباً، وإشراف الدكتور خالد المرزوقي عليها يعطي لها طابع التنظيم الجيد والراقي والسلس، ويضمن الدعم القوي من قبل رجالات النادي؛ فهو شخصية (توافقية) مؤثرة جداً. غير أني أرجو أن تنتهي مهمته بانتهاء تشكيل المجلس ووضع لوائحه وأنظمته وقوانينه، ويترك (للشبان) بعد ذلك إدارته والسير به، بعد أن يتم (انتخاب) قيادته، وفق لائحة (جمعية عمومية) خاصة تشكَّل لها. ولا بأس مستقبلاً في تكوين هيئة أو مجلس استشاري للمجلس الجديد مكوّن من عدد محدود من كبار أعضاء الشرف، يأتي في مقدمتهم الأميران طلال وخالد والدكتور المرزوقي واسمان آخران، على الأكثر. ومطلوب الحصول على (دعم) إدارة النادي رسمياً للفكرة، من خلال رئيس النادي، بل ترشيح عضو من مجلس الإدارة ضمن فريق العمل والإعداد والإشراف، وليكن من الأسماء الشابة في مجلس الإدارة على غرار الدكتور عبداللطيف نعمة الله أو الزميل الأستاذ محمد اليامي، كما أعتقد أن فريق العمل بحاجة الى مشاركة وخبرة اسم اتحادي مثل الأستاذ منير رفة.