تبدو الإدارة الهلالية هذا الموسم أقل حماسا عن ذي قبل . فمنذ البدء لم يكن التحضير والإعداد للموسم الكروي بالشكل المثالي أو المتوقع او المأمول. فقد كان هناك تردد في إقامة معسكر خارجي ثم تبعه حيرة في اختيار المدرب ليأتي التعاقد مع المدرب الحالي على طريقة مدرب والسلام. وفي خطوة استقطاب اللاعبين غير السعوديين اجتهدت الإدارة لكنها لم توفق بالشكل. وكان من الطبيعي أن يظهر الهلال بمستوى مختلف هذا الموسم وأن يكون حضوره باهتا وأن يعاني كثيرا وبشكل غير معتاد. والغريب أن الإدارة لم تتحرك بالشكل المتوقع لمعالجة الوضع بعد انكشاف الوضع أمامها على أرض الواقع ، ولم تكن ردة فعلها متناسبة مع يحدث للفريق وما يعانيه. فقد كان من الواضح ومنذ وقت مبكر أن إمكانيات المدرب ضعيفة جدا وهو غير قادر على توظيف عناصر الفريق بالشكل الأمثل واستمراره مع الفريق يعني مزيدا من التدهور والتراجع. ومع ذلك القرار يتأخر ويتأخر حتى فقد الفريق الكثير من حضوره وتوهجه وهيبته. كما أن بقاء اللاعب الكاميروني إيمانا بعيداً عن تمثيل الفريق لأكثر من شهر قبل فتح باب الانتقالات الشتوية كان أمرا محيرا واعتقد الجميع أن الإدارة تحضر لبديل كبير يعوض الفريق والجماهير إخفاق هذا التعاقد ولكن المفاجأة أن التحرك كان أقل بكثير من كل التوقعات وهو مجرد إعادة السويدي ويلهامسون في إجراء يعكس أن الإدارة اتخذت القرار الأسهل وليس الأفضل. فالهلال بغياب الثنائي المغربي ومغادرة إيمانا أصبح يعاني كثيرا في خط الوسط وبالذات في منطقة صناعة اللعب وكانت الجماهير الهلالية تتوقع أن التعاقد القادم سيكون في هذا الموقع لسد الفراغ الكبير ولكن ذلك لم يحدث . وإذا كان الهلال يعاني محليا وأمام فرق كالتعاون ونجران فماذا سيفعل غدا في البطولة الآسيوية التي باتت على الأبواب وهو الذي عجز عن بلوغ أدوارها المتقدمة خلال السنوات الأربع الماضية رغم أنه كان يعد لها ما يستطيع من قوة. وما ألحظه من خلال المشهد الهلالي الحالي أن الإدارة قد فقدت حماستها السابقة. فهي قد بلغت ذروة النجاح في عهد المدرب جيريتس والتي عاش الفريق حينها أزهى مراحله الفنية. ولا يبدو أن الإدارة متحمسة لإعادة الفريق لذلك العهد لأسباب لا يستطيع الكشف عنها سوى الإدارة نفسها. فما أراه الآن أن الإدارة تعمل حاليا على أساس توفير الحد الأدنى من عوامل النجاح. ويبدو أن التعاقدات الكبيرة والتطلعات العالية قد أصبحت من الماضي.