في نهاية الموسم الماضي وعد رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد جماهير النادي العريق بهلال مختلف في الموسم الجاري، وكان هذا الوعد الذي أعلنه الرئيس بمثابة البلسم لإخفاقات آخر الموسم، وما صاحبها من أحداث من خروج الفريق من كأس الأبطال، وكأس بطولة آسيا على يد الاتحاد خلال فترة زمنية قصيرة جداً لم ترق للمشجع الهلالي الذي يفضل أن يقف فريقه في الصف الأول، ولا يتنازل عن أي بطولة ينافس عليها ومعهم حق ففريقهم مؤهل بنسبة كبيرة للتتويج بجميع البطولات المحلية نظراً للإمكانات الكبيرة التي يمتلكها "الزعيم" من موارد مالية تفوق موارد جميع الأندية تدفعه لجلب أبرز اللاعبين الأجانب وقاعدة جماهيرية عريضة أدهشت الأجانب تسانده في جميع مناطق ومحافظات الوطن الكبير ولاعبين محليين هم الأفضل. تفاءلت الجماهير الهلالية العريضة بوعد رئيسها وانتظرت هلاله المختلف في موسم تتطلع إلى مزيد من الإنجازات، ولكن صدمة الجماهير كانت كبيرة فالبداية بالتعاقد مع المغربيين عادل هرماش ويوسف العربي اللذين يغيبان عن الفريق في أهم مباريات الموسم مواجهة الصدارة أمام الأهلي أمس ومواجهة النصر في ثمن نهائي كأس ولي العهد، وقبل ذلك كان غيابهما مؤثراً في لقاء التعاون الذي جرد "الأزرق" من صدارته بالتعادل، وللأسف الشديد أن الإدارة على علم تام بموعد البطولة الأفريقية، وكذلك بالتعاقد مع لاعب حضر للرياض من أجل النزهة هو فقط الكاميروني إيمانا كما أن الكوري بيونج لم يكن في المستوى، والصدمة الثانية هي التعاقد مع مدرب مغمور بدون اي إنجازات تذكر، والصدمة الأقوى هي رسوب الإدارة في التجديد للنجوم، وخصوصاً قائد الفريق الذي فرض على الإدارة الدخول في نفق طويل سيكلفها الخروج منه مبالغ طائلة؛ فهاهو الفريدي على طريق هوساوي يرفض الحديث عن التجديد، ويطلب من الإدارة الانتظار حتى دخول فترة الانتقالات الحرة، والقائمة لن تقف هنا فجميع اللاعبين سيسلكون طريق هوساوي. رغم هذه الصفقات الغريبة التي قدمها الهلاليون في الموسم إلا أن الهلال ظل صامداً يدافع عن صدارته بجهود لاعبيه فقط؛ فالمدرب إمكاناته الفنية متواضعة جداً وأندية النجوم والهلال واحد منها يحتاج إلى مدرب ذي كفاءة عالية فنيا وشخصية مؤثرة يروض النجوم كما فعل البلجيكي جيرتس والارجنتيني كالديرون. الإدارة الهلالية لم تنجح في موسمها الأول والجميع التمس لها العذر فليس لديها الخبرة، وفي الموسم الثاني قدمت عملاً رائعا أشاد به الجميع بالتعاقد مع مدرب عالمي وانضباط كبير في الفريق فنيا وإداريا، وفي الموسم الثالث رغم التتويج ببطولتي الدوري وكأس ولي العهد إلا ان أحداث الموسم الماضي قللت من النجاح وفي هذا الموسم البوادر تشير إلى عدم النجاح، وهنا محل الاستغراب فكل إدارة يكون النجاح فيها تصاعدياً بفضل اكتساب الخبرة في التعاقد مع المدربين واللاعبين الأجانب والتفاوض في التجديد للاعبين المحليين، وهنا نقطة مهمة جداً تثير الاستغراب وهي الاستقرار الإداري؛ فالتشكيل الإداري لم يحدث فيه سوى تغيير عنصر أو عنصرين فقط. يبدو أن وعد الرئيس سيتحقق فالهلال في هذا الموسم مختلف ولكن للأسوأ فالبوادر تشير إلى تجريد الهلال من ألقابه والبطولة الآسيوية صعبة جداً، ولن يحققها الفريق بأجانب بهذا المستوى والمدرب القادم لن يتحمل مسؤولية الإخفاق في البطولات المقبلة لأنه لم يختر اللاعبين الأجانب وهذا ما تخشاه جماهير"الزعيم".