صدر للدكتور علي النملة كتابان هما: (كنه الاستشراق) و(مصادر الاستشراق) أكمل بهما موسوعته الاستشراقية.. ويقول الدكتور علي النملة عن ظاهرة الاستشراق: تظل ظاهرة الاستشراق موضع جدل وبحث، وإني أكاد أخرج بمشروع يؤدي إلى نتيجة عامة هي أن الاستشراق لم ينل حظه من البحث العلمي المتجرد، بل تدخلت عوامل أخرى عند الحديث عنه في الغالب، واتهم من أنصف المستشرقين ومن تجنى عليهم هو أيضاً متهم. ويصدق على هذه الظاهرة فيما يبدو القول المأثور من بيت شعر: (ويلي عليك وويلي منك يا رجل)، فهناك شعور بالرغبة في البحث في العلوم الإسلامية من قبل غير المسلمين، وفي الوقت نفسه هناك إلحاح أن الباحث في العلوم العربية والإسلامية ينبغي أن يلبس لباس المسلمين عند بحثه عن شؤونهم وليس هذا بحاصل لأسباب ثقافية وعلمية على أقل تصور - في غالبها - ومنها الانتماء لهذا الدين. ويقول المؤلف أيضاً: تعترف المواجهة الإيجابية للدراسات الاستشراقية بوجود ظاهرة الاستشراق، كما تعترف بتأثيرها على المتلقين من المسلمين على المستويات العقدية والفكرية وتحسب لهذه الظاهرة الاستشراقية حساباً؛ لكنها في حسابها هذا لا تقتصر على مجرد إملاء وجهة النظر بأن أصحاب هذه الظاهرة (المستشرقين) جميعاً هم من النوع الذي يريد للإسلام والمسلمين كيداً، ولكنها تقر بأن فيهم النزيهين المتجردين الذين حصلت منهم أخطاء كما تحصل من أي بشر، وعندما ينبهون إلى هذه الأخطاء يرجعون عنها. وهؤلاء النزيهون هم من الفئة التي لم تحاول الخروج بنظريات حول الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه الله وسلم ادّعاء منها بأنها ستأتي بما لم تأت به الأوائل في مجالات المعتقد وأصول الإسلام.