قال الشاعر حمد الحجي في قصيدته ياعيد وقد عاده العيد وهو مغترب عليل ببلاد الشام: يا عيد وافيت والأشجان مُرخية سدولها ونعيم الروح مفقود لا الأهل عندي ولا الأحبا جيرتهم حولي فقلبي رهين الشوق مفئود العين ترنو وطول البين فاجعها حسرى وإنسانها بالأفق معقود تجري دمائي دموعا في محاجرها على وسادي لها صبغ وتسهيد أمسي وأصبح والأحزان تحدق بي لا الروض يجدي ولا الغيثار والعود أروي أشتياقي وأني في نوى وجوى وأنني بقيود الهم مصفود أنا المتيم والأحداث شاهدة من الهموم علت وجهي التجاعيد إني غلام ولكن حالتي عجب أرى كأني من سبعين مولود لما أتى العيد أبكاني وهيَّجني فليتني بعدكم ما مرَّ بي عيد عيد الغريب سقام وانبعاث أسى ودمعه إن شدا الشادون تغريد (1) قلت: لقد أفضى الحجي إلى رحمة الله تعالى وأبقى تجربته الحزينة الصادقة حيث صبها في هذا القالب الشعري التقليدي الحزين، تجربة لم تعد له وحده وحسب، بل يشترك فيها الناس جميعا عاده العيد، وهو في المكس يرجو الشفاء والبرء من الله، ولكنه أدركه هذا الموسوم وهو رهين المرض، فاشتاق إلى وطنه وربوع بلاده، حيث الأهل والصحبة والجيرة ليقول مناديا: يا ساكني نجد إنا بعد بينكَّم كأنما قد شوى الأضلاع سفود 21) هكذا أذن بلغ الحزن مداه بهذا الشاعر، حتى غير الهم مرأه، وأصبح رهين حزنه وألمه رغم صغر سنه، وحداثة شبابه، مما يثير الإحساس تجاه هذا الموقف، ويدلل على صدقه، وأهميته الإنسانية المشهودة المعهودة. * الحواشي: (1) محمد بن سعد بن حسين، الأدب الحديث في نجد 181، 182، 183. (2) المرجع نفسه 181.