رغم ان العيد له فرحته الكبيرة وطقوسه الخاصة التي توارثناها من السلف وهو في مضمونه يعني البهجة والفرح الا ان بعض الشعراء تعرض لمنغصات خاصة في نفسه أو أهله او وطنه مثلما في غزة الان وقد عبر كثير من الشعراء في قصائد خلدها التاريخ، يكاد من يقرؤها يشارك الشاعر معاناته ويلامس صوره وأحاسيسه، ولعل أشهر ما قيل في ذلك دالية المتنبي في وصف حاله بمصر والتي يقول في مطلعها: عيدٌ بأيّةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ بما مضى أم بأمْرٍ فيكَ تجديدُ أمّا الأحِبة فالبيداءُ دونَهم فليت دونك بيداً دونها بيدُ وما شكوى المعتمدُ بن عباد بعد زوال ملكه، وحبسه بخافية على قارئ لكتب الأدب العربي؛ حين قال وهو يرى بناته جائعات عاريات حافيات في يوم العيد: فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا وكان عيدك باللّذات معمورا وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ فساءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعةً في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا معاشهنّ بعيد العزّ ممتهنٌ يغزلن للناس لا يملكن قطميرا أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ فعاد فطرك للأكباد تفطيرا وهاهو الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي يقول في قصيدة له (عندما يحزن العيد) راثيًا حال الأمة الإسلامية: أقبلت يا عيد والأحزان نائمة على فراشي وطرف الشوق سهران من أين نفرح يا عيد الجراح وفي قلوبنا من صنوف الهمِّ ألوان؟ من أين نفرح والأحداث عاصفة وللدُّمى مقل ترنو وآذان؟ ويقول الشاعر أبو فراس الحمداني الذي حضره العيد، وهو أسيرٌ ببلد الروم: يا عيدُ ما جئتَ بمحبوبِ على مُعَنَّى القلبِ مكروبِ يا عيدُ قد عدتَ على ناظرٍ عن كل حسنٍ فيكَ محجوبِ