الوشاشة، أو الخنّانة، بتشديد النون كما تعرف في بعض المناطق، وهي أداة من أدوات العاب الصبيان في الماضي، وقد لعبت بها مع أقراني في طفولتي، والوشاشة التي لعبنا بها أكثر من نوع هي كالتالي: النوع الأول: وشاشة من الخشب وخاصة خشب الأثل من اشجار البيئة، وان كان بعض الرواة قد ذكر لي بأن بعض الوشاشات التي لعب بها في صغره يعدونها من أغصان شجر العشر وذلك لخفته وسهولة دورانه, أما أنا وجيلي لعبنا بها من رقائق خشب الأثل وبعض الألواح المستوردة والمتوفرة آنذاك. والنجار الشعبي يعد هذه الأداة بشكل مستطيل بطول 8سم وعرض 4سم تقريباً، ثم يضع لها ثقبان متجاورات في وسطها لإدخال خيط قوي من القطن في هذين الثقبين ثم ربطهما على شكل دائرة لكي يسهل دورانها بيد الصغير وهو يشدها بوضع خاص بكلتا يديه ويرخيها وهي تدور بانتظام محدثة صوتاً جميلاً الى الصفير أقرب وذلك حسب مهارة الصغير إذ يختلف هذا الصفير من طفل إلى آخر. النوع الثاني: وشاشة يعدّها الصغير بنفسه خاصة لمن لا يستطيع شراء هذا النوع السابق من النجار، إذ يعمد الصغير إلى أخذ غطاء من احدى علب الصفيح الدائرية الصغيرة مثل علب معجون الطماطم والمعروفة باللهجة الشعبية بقواطي الصلصة, ولفظة قوطي لفظة دخيلة على لهجتنا من التركية وهي محرفة من (قوطو) ثم يقوم الصغير بثقبها ووضع الخيط القطني المبروم بها ثم يلعب بها مع أقرانه. النوع الثالث: وهي ترد إلينا من مكةالمكرمة يشتريها أهلنا أو جيراننا ومعارفنا عندما يأتون من مكة بعد أدائهم فريضة الحج وذلك كهدايا ثمينة للصغار آنذاك, وهذا النوع غالي الثمن لأنه يرد الينا من الخارج وأحسبها من اليابان أو الصين وهي من مادة البلاستك المقوّى والمجوف بها فتحات منتظمة على جوانب استدارتها ليخرج منها الصفير الجميل والقوي أثناء دورانها, والوشاشة هذه أداة قديمة من أدوات الصبيان ترجع الى العصر الجاهلي حسب ما جاء لها في بعض المراجع وقد ذكرها الشاعر امرؤ القيس بأنها الخذروف حيث قال: درير كخذروف الوليد أمرّه تتابع كفّيه بخيط موصل وقد وردت في المعجم بأنها الخذروف وعرفها المعجم الوسيط بأنها عويد مشقوق في وسطه يشد بخيط ويدور فيسمع له حنين. ويشبه كل سريع في جريه, اكتفي بهذا عن الوشاشة أو الخنّانة أو الخذروف وهذا هو اسمها الأساسي والقديم. ص,ب 31187الرياض 11497.