تشهد البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة بوجه خاص ومنطقة الخليج والعالم العربي بوجه عام الذكرى السنوية الرابعة عشرة للاحتفال بافتتاح وتشغيل جسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالمملكة العربية السعودية، وهو المشروع الذي يعد فريداً من نوعه في العالم باعتباره أطول معبر بري يصل بين نقطتين على شاطئين لدولتين مستقلتين. وبهذه المناسبة أعرب عن خالص التهاني لقيادتي البلدين الشقيقين على ما حققه هذا الإنجاز التاريخي الرائع، وما عكسه من مردود وإيجابيات على حياة الشعبين الشقيقين في المملكة والبحرين وأبناء بقية الدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي. لقد جاء بناء هذا الجسر تحقيقاً لرؤية قديمة حلم بها الأجداد وشاء المولى العلي القدير أن يتحقق هذا الحلم على أيدي الآباء الذين يشكلون القيادتين الحكيمتين لهاتين الدولتين وليصبح فيما بعد تجسيداً للروابط الروحية والقومية والأسرية القديمة بين السكان في هذين البلدين الشقيقين بعد أن تهيأت الأسباب ومن الله سبحانه وتعالى على هذه المنطقة بنعم الخير والأمان والاستقرار حتى أصبح السفر بين الدولتين كالتنقل الداخلي بين مدن البلدين الشقيقين. إن وسائل المواصلات والاتصالات تعد معياراً حضارياً يقاس به تقدم البلدان في هذا العصر الحديث ولا شك أن جسر الملك فهد يقف اليوم معلماً شامخاً وشاهداً قوياً على مدى التحضر ومواكبة المتغيرات السريعة في البحرين والسعودية وإذا كان لنا أن نضيف لقيادتينا رصيداً خاصاً في إنجازاتهما الوطنية والقومية الكثيرة فلا بد أن نسجل لهما بكل الفخر والاعتزاز منظورهما البعيد عندما شيدا هذا الرابط الملموس ليعبر عليه التواصل لا بين البلدين الشقيقين فسحب بل كذلك بين البحرين وجميع دول المنطقة والعالم تقريباً وليتحول بالتالي إلى أداة فاعلة وجزءاً مكملاً في مسيرة العولمة والتكامل الاقتصادي التي ينادي بها الخطاب العالمي اليوم. أن ما نشاهده اليوم وعلى مدار الساعة طول السنة من حركة دائبة وتنقلات لا تنقطع بين البلدين ليزيدنا إيماناً بأهمية هذا المرفق الحيوي الذي أصبح شرياناً اقتصادياً ساهم مساهمة فعالة في كثير من الأمور من أبرزها تنمية التجارة بين البحرين والمملكة بوجه خاص وبينهما وبين كثير من البلدان الأخرى بوجه عام. إنه ومنذ تشغيل هذا الجسر شهدت إجراءات العبور كثيراً من التطورات والتسهيلات ويعكف المسؤولون في الجانبين طوال الوقت على تبسيط حركة العبور على جسر الملك فهد وتطبيق أدنى قدر ممكن من المعاملات الإدارية والضوابط الضرورية التي تستهدف مصلحة الجميع. إن قيادتي البلدين الشقيقين توليان أهمية خاصة بهذا الشريان الحيوي وتعملان كل ما في وسعهما لتطوير كفاءته وتعزيز جاهزيته بحيث يكون بإمكانه دائماً مواكبة الحركة المتزايدة على الجسر واستيعاب مختلف المركبات المتطورة وصولاً إلى تحقيق زمن قياسي في التخليص والوقت اللازم لاستكمال الإجراءات,