تظل مملكتنا الحبيبة بفضل من الله نبعاً لروافد الخير في كل المجالات ترفد أرض الإسلام حيثما كانت، وتشع نوراً على العالم، وتحتضن بقلبها وروحها أمانة الحفاظ على الإسلام والمسلمين. وفي شهر رمضان المبارك تفتح أبواب الخير ترنو لفعل الخير، وهناك إخوة لنا في بقاع مختلفة من المعمورة تواقون لسماع كلمة الخير وكلمة الحق وكلمة النور، إنهم ينتظرون بشغف أن يسمعوا، نعم، أن يسمعوا بآذانهم لترتاح قلوبهم لمن يخطب فيهم ويؤمهم، وهذه الحقيقة عرفتها المملكة كونها المهتمة أولاً وأخيراً بكل أحوال المسلمين، وكان الجواب موجوداً وفي كل عام، وخصوصاً في مواسم الخير، فأهلاً برمضان، ورجال رمضان من أئمة، ودعاة، وطلبة علم يحزمون حقائبهم بعزائم لا تلين، ليتوجهوا إلى كل أصقاع المعمورة في مختلف القارات, لقد قررت المملكة ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إيفاد150 من هؤلاء الدعاة الأفاضل للإمامة في المساجد، والمراكز الإسلامية، وليقودوا المجتمعات المسلمة هناك، فرمضان بانتظارهم جميعاً، وصلوات التراويح تحن إلى العطر القادم من أرض مهد الإسلام، كما أنهم سيلقون الدروس الدينية، والفقهية، والمحاضرات التي تتناول مختلف جوانب الحياة الإسلامية الصحيحة وفق المنهج الذي يرتضيه رب العباد. إن عملية الإيفاد هذه تأتي تلبية لحاجة تلك الجمعيات، والهيئات، والمراكز الإسلامية والمساجد التي تمثل مراكز نور وإشعاع حضاري في أماكن تواجدها، كما أنها تشكل بحد ذاتها أماكن دعوية يهدي بها الله من يشاء. لقد وضعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد برنامجاً حافلاً بدءاً من عملية اختيار الكفاءات المؤهلة للإمامة والدعوة معاً، وخطة العمل الدعوية وفق احتياجات كل منطقة من مناطق العالم. وهذا ما تعودناه على الدوام من تلك الوزارة، وهي التي بعملها تضفي على المملكة الوجه الذي نحب، ألا وهو وجه حب الخير، والعمل له، ولأجله بما يرضي الله سبحانه. بطبيعة الحال، فإن كل تلك الأمور تأتي ضمن التوجه الأصيل للمملكة الغالية منذ نشأتها، وهو خدمة الإسلام، وكيف لا؟ وهي البلد الذي لا دستور له إلا القرآن، ولا شريعة له إلا الشريعة السمحاء، ولا قانون له إلا ما يرتضيه رب العباد، لقد أولى أولو الأمر في بلادنا الطيبة هذه الأهداف النبيلة كل اهتمام ورعاية، وقدموا من أجل ذلك كل غال ورخيص، فخدمة الإسلام لا يعلو عليها هدف أو غاية. أما أنتم أيها الدعاة والرجال المخلصون، ياطلبة العلم الذين نفخر بكم فمطلبنا منكم يسير، نريدكم وجهاً حضارياً إسلامياً مشرقاً لا تشوبه شائبة، نريدكم أن تعطوا من علومكم، وهي كثيرة كل من ستواجهونهم, نريد ان تصلوا الليل بالنهار بالعمل والطاعات وفعل الخير، فذكراكم في قلوبهم خالدة، وصوتكم هو صوت مملكتكم الحبيبة، عليكم علقت الآمال، فكونوا خير رسل لنا لأحبة لكم ينتظرونكم بفارغ الصبر والشوق، وهل بعد التعلق بشرع الله حب، فأخلصوا حبكم واجعلوه نقياً صافياً، وأثبتوا أن اختياركم كان الخيار الصواب, والله ولي التوفيق.