مع تنامي الوعي الصحي لدى أفراد لابد وأن ينعكس على ضخامة الأعداد التي تراجع المؤسسات الصحية من جميع الطوائف والأفراد وتركيز الاهتمام على الأطفال باعتبارهم أكثر الفئات التي تتأثر بالتغيرات المناخية والفصول خاصة وأن بلادنا تنحاز فيها التغيرات بصورة سريعة لا تعطي الفرصة للتأقلم مع مناخ معين بل أن نوعية المناخ تتغير في اليوم الواحد بحيث أن الطقس النهاري يختلف عنه في المساء وذلك ناتج كما يقال إلى عوامل سوء استغلال البيئة لأغراض بشعة مثل التجارب العلمية ذات الاتجاه الجشعي التجاري وإنتاج كميات تضر بالبيئة كما هو حال المصانع التي تنتج ما يلهب حرارة الجو ويفسد نقاءه في بقاع مختلفة من العالم مما أدى إلى ظهور ملامح تهدد السلامة البشرية في أجواء الفضاء بل وحتى في قاع البحار حيث نشاهد بين الفنية والأخرى كميات كبيرة من الأسماك النافقة على السواحل بتأثر العوامل المناخية التي كانت بفعل الإنسان الذي أثرت تجاربه على تلك المخلوقات. ان جشع الإنسان يطال المخلوقات التي لا تستطيع أن تشكو مما تعانيه من ظالم بعض الجشعين من بني البشر لا سيما أصحاب المصانع التي يلوث إنتاجها البيئة حتى انعكست على ما نتناوله من طعام تدخل فيه نسبة من الكيماويات وشراب لا يبتعد عن الآخر بل وعلى الهواء الذي نستنشقه وهو معبأ بكميات ذات تأثير ضار على حياة البشر والحيوان على حد سواء. ولأن وسائل الإعلام تتسابق إلى طرح المنتوجات الاستهلاكية المختلفة يوميا بقصد التسويق وأخذ حصة أكبر من السوق فإن تعاطي تلك المنتوجات يسبب مظاهر غير صحية منوعة. وبدافع الخوف من الأمراض ولانتشار الوعي الصحي كما أسلفنا وتمسكاً بالحياة فإن مظاهر الشكوى الصحية أصبحت معتادة بدون معرفة أسبابها فلقد كنا في الماضي نعرف بالتجربة أسباب ما نشكو منه عن طريق تناول أي طعام أو شراب دخيل على مائدتنا أو اعتيادنا اليومي لا سيما ولم نكن نعرف طريق العادات المحدودة في كل مدينة وعدم تواجدها في القرى بسبب الفقر وتحمل الألم بالنسبة للأفراد على الانفاق المادي غير المتوفرة متوفر والاتجاه عند الضرورة إلى العلاج البديل لدى المتطببين خاصة العطارين مثل خلطة الأعشاب دون استشارة طبية أو الحجامة أو الكي، وهذه تتم بدون نفقات محددة أو مرتفعة لأنها خيرية في الغالب أو تقربٌ إلى الله. إن جمعيات أصدقاء المرضى ذات المنحى الإسلامي تركز نشاطها على المصابين في الحوادث أو ذوي الأمراض المستعصية والذين أدى ما يشكون منه إلى إعطائهم علاجات داخل المشافي وإبعادهم عن الإصحاء، إما خوفا من العدوى أو وضعهم تحت رقابة صحية لمعرفة تطور المرض واستجابة المريض للعلاجات اليومية أو على الأقل التحقق من فائدتها، أريد أن أصل إلى انه ليس المنومون في المستشفيات هم فقط الذين يحتاجون إلى رعاية فهناك من يتألمون في منازلهم أضعاف الأعداد المحتجزة في المشافي وحتى العيادات وأعني بهم الفقراء الذين يفتقدون إلى أبسط الوسائل الصحية في منازهم مثل تناول الأطعمة الفاسدة أو المياه الملوثة في أماكن غير نظيفة ومؤهلة وافتقاد الوجبات ان توفرت يوميا من عناصر الغذاء الصحي لأن الجسد يحتاج إلى أنواع متوازنة من عناصر الغذاء الصحي. وهكذا فإن على الجهات الصحية ليس التركيز على المشافي ،المراكز الصحية إنما إلى تلمس الكثير من الأوبئة والأمراض قبل استفحالها وانتشارها في المحيط قبل التوسع ولا أريد أن أذكر بالأوبئة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان واظن البعض منها لم يقض عليه في أنحاء مختلفة من البلاد وهو الأسلوب الأمثل في حماية المواطنين من الأمراض. ولست هنا لا اؤيد الرأفة بالمرضى والتخفيف عن معاناتهم الصحية في المستشفيات فذلك أمر مفروغ منه إنما قصدت أن تتوسع خدمات مثل هذه الجمعيات فتحاول أن تدفع الجهات الصحية إلى التحرك عن طريق تكوين لجان صحية يتركز نشاطها على الأحياء الشعبية لتقوم بزيارات مستمرة وليست دورية ويفضل أن يكون أفرادها من النساء المتخصصات حتى تقدم المشورة والدعم المعنوي والمادي للذين يهملون مراجعة المراكز الصحية أو لا يجدون من يساعدهم في الوصول إليها خاصة كبار السن وربما الأطفال أحيانا وبذلك نحاصر الأمراض قبل انتشارها في الأحياء الشعبية بالذات. للمراسلة/ ص.ب 6324 /الرياض 11442