جميعنا يشكو من الايقاع السريع لهذا الزمن وتسارع الأحداث ولكننا لا نحاسب أنفسنا عن موقفنا وفاعليتنا بما يحدث, من حيث التأثير والتأثر ذلك ان الانسان بطبعه مخلوق اجتماعي متوازن في الحالة السوية وان تجاذبته التيارات أو حاولت ان تدفع به إلى جهة دون أخرى أو على الأقل تجعله في حالة تساؤل تزيد من جاذبيتها العوامل المحيطة به سواء على المدى القريب أو حتى البعيد مثل الحروب على الحدود أو الاضطرابات في مواقع ابعد، مما يرغمه على اتخاذ موقف بصرف النظر عن فاعليته أو أهمية موقفه لان ذلك الموقف لا يحاسبه عليه أحد سوى ذاته ونفسه ربما من خلال تفكيره فحسب على ان لكل شعب من شعوب الأرض توجهاته أو ما فرض عليه من قبل الجهات صاحبة القرار السياسي التي تسيطر على مقادير الأمور حتى ان ما يرغم عليه يصعب تقبله وبالتالي تستمر جاذبيته ضعيفة الى أن يأتي الوقت الذي يضمحل ويتلاشى مع مرور الزمن بطريقة أو بأخرى, انما تبقى الأصالة التاريخية التي لاشك تشد الناس إلى تأثيراتها كجزء من حقيقتها وتراثها وما أود أن أتوقف عنده قليلا أننا نتجنى على ماضينا بإهماله أو التعامل معه بسلبية تثير التساؤل, فقد مرت بنا مراحل كانت كافية لإلهاب شعور تذكر تلك المواقف التاريخية مثل مرور مائة عام على التوحيد وكذلك تسمية الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000 التي تجاوزناها منذ بعض الوقت والمفروض ان توعز لنا تلك المناسبات بتسجيل ذلك التاريخ الرائع في مراحله الماضية عندما وحد عبدالعزيز البطل المناضل مناطق المملكة تحت راية لا إله إلا الله انما جرى الاكتفاء باصدار مطبوعات محدودة ومقالات كثيرة تكرس تلك الذكريات ولكننا أهملنا الأفلام التسجيلية التي تصور الأحداث لاسيما ان الأفراد الذين عاصروها مازال البعض منهم يعيش بيننا رغم ارهاق السنين والمتاعب الصحية بسبب العمر التي يعانون منها وهؤلاء الشهود مهمون جداً للاستفادة من ذكرياتهم التي مازالت تعيش في اذهانهم عن تلك الظروف التي صادفوها أو بالأحرى واجهها القائد عبدالعزيز سواء بين مؤيد أو معارض لتطلعاته الحضارية وفي تصوري ان الامكانات البشرية والمادية متوفرة للجهات التي تعنى بتاريخ البلاد وتراث الملك البطل مثل دارة الملك عبدالعزيز التي يرعاها حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لاهتمامه الشخصي بتاريخ وطنه من خلال مواقف والده البطل العظيم كما ان الدكتور فهد السماري وزملاءه في الدارة على مستوى مسؤولية تسجيل ذلك التراث تصويرا حيا تستفيد منه الاجيال والمهتمون بتاريخ المملكة في جميع انحاء العالم كتجربة فذة قادها رجل عظيم له مكانة مميزة بين رجال القرن العشرين وكتاب الشيخ عبدالعزيز التويجري عن الملك عبدالعزيز الذي صدر منذ بضعة أشهر يمكن أن يكون قاعدة ينطلق منها مع اضافة عناصر أخرى اليه حتى يستوعب حقائق أخرى نستقيها من الشهود الذين عاصروا ذلك الزمن المليء بالأحداث الجسام التي شكلت حاضرنا الزاهر. * للمراسلة: ص,ب 6324 الرياض: 11442