بعض الكلمات الدالة صغيرة الحجم عظيمة المعنى في قاموسنا اللغوي الضخم تأخذ في وقعها وتأثيرها العلمي حجماً يفوق مئات الكلمات ذات المعاني الهامشية التي نستعملها باستمرار في حياتنا اليومية. ذلك ان أي بحث علمي ترغب في تخصيصه لمنحى او سلوك في الحياة العامة تجده ينطوي على اكوام من الملاحظات الرقابية التي ترصد ذلك السلوك ولو أخذنا أية ممارسة صغيرة في سلوكنا اليومي تجدها تنطلق من عشرات التأثيرات والمراجع بينها ما هو تراثي وآخر تقليدي او ايحائي من داخل الذات وكل جانب من هذه التأثيرات أتى من كم هائل من التفاعلات. ومع ذلك يبقى للرصد العلمي اهميته في تفسير كل ظاهرة او سلوك يقصد تفسيرها او اعادتها إلى منشئها. علميا وتراثيا. ونضرب مثلا على ذلك ظاهرة الخوف عند الأحياء لنجد انها توازي طبيعة التشبث بالحياة فهي اذن الجانب الدفاعي للتمسك بالحياة ضد الموت. وقد منح الله مخلوقاته بوسائل شتى لمقارعة الموت بدءاً من الخوف الذي يصبح هو الخط الامامي للدفاع عن التشبث بالحياة ولهذا فإن عناصر التحفز تبقى مهيأة لاستقبال أي وافد لاقتحام قلاع الامان ويتم ذلك عن طريق مراقبة الوسائل الدفاعية سواء بالنسبة للنبات او الحشرات وانتهاء بالانسان فاذا وقع انفجار ما تطاله الاسماع تفاعلت عناصر الخوف الدفاعية في الاجسام إذ ان الابحاث اثبتت تحفز تلك العناصر في اجساد كافة المخلوقات حسب التكوين البيلوجي. وهذه المقدمة تدفع بنا إلى تأمل ومراقبة كافة السلوكيات وتأثير العوامل المحيطة بها مستفيدين في هذا الجانب من التفسير العلمي بعد ان ركزت الابحاث المختلفة على مجمل العوامل التي تشكل السلوك عند الانسان والحيوان على حد سواء بل وحتى لدى المخلوقات الأخرى بما فيها الجماد. فرؤية تفتُّح الزهور نهاراً وانغلاقها ليلا وحركة عباد الشمس كل ذلك اتاح المجال للأبحاث حتى تنفذ إلى اعماق هذه النباتات وتفهم حركتها ورصد تأثير ما يحيط بها لاسيما ما يحقق استمرار حياتها في مواجهة العوامل البيئية التي تمنحها النماء والاستمرار. ولا ننسى هنا ايضا انضباط حركة المد والجزر على امتداد الخليقة مما يعني انسجام تفاعلات الوجود بأمره سبحانه وتعالى. وعلى ذكر الموت اخبرني صديق قديم بأنه عندما اشتد به المرض اثر ازمة قلبية اخذ يرفع عقيرته بالنحيب والبكاء مثل الأطفال فسألته تفسيرا لذلك التصرف اجاب ببساطة لم اكن اريد الموت. وقد تماثل للشفاء لاحقاً. وليس بدعاً القول بأن في جسم كل انسان مضادات للتصدي للأمراض والأوبئة والفيروسات أي الميكروبات عامة وهذه ان لم تكن في مستوى الحضور والتصدي لأسباب فسيلوجية فسوف تخفق في تأدية عملها وما فقدان المناعة في جسم الانسان سوى السبيل إلى نجاح بعض الامراض وهذا يفضي بنا إلى ضرورة مراقبة الكثير من شؤننا الحياتية لاسيما نظام الغذاء الذي لا نعيره أيه اهمية بدليل حدوث حالات تسمم كثيرة وامراض لا نعلم عنها سوى بعد افراز اضرارها مما يقتضي من الجهات الصحية الكثير من النشاط والحيوية لدرء مسببات الامراض وعوامل انتشارها عن طريق نشر الثقافة الصحية لاسيما في محيط الأسرة. للمراسلة ص. ب 6324 الرياض 11442