وسط حضور جماهيري كبير استطاعت المسرحية السعودية «بازار» اثبات وجودها المسرحي في فعاليات مهرجان ايام قرطاج المسرحية على مسرح المركز الثقافي بالمنتزه السادس بتونس، وهي من تأليف فهد الحارثي واخرج احمد محمد الاحمري من ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفون بالطائف. ولما لهذه المسرحية من حضور قوي على المسرح سواء في الفكرة او الاخراج او الاداء فقد اشاد عدد من المؤلفين والمخرجين و الاعلاميين والمسؤولين الذين حضروا العرض في تونس. في البداية اكد الاستاذ ابراهيم عقاد بنجاح العرض وقال انه استطاع ان ينقل صورة اكثر من رائعة حول تطور المسرح السعودي و ذلك ليس بالأمر الغريب في ظل الدعم الكبير الذي تشهده المناشط الشبابية والثقافية من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب و سمو نائبه، وأود هنا ان اوجه شكري وتقديري الكبير لهؤلاء الشباب الرائعين على المستوى الرائع الذي شرّفوا به بلدهم. الدكتور عبدالعزيز السّنْبُل اكد ان العرض جيد وبه طرح جميل جاد حاز على اعجاب الحضور وقدم صورة رائعة للمسرح السعودي والتطور الكبير الذي يشهده. ومن جهته عبر الاستاذ عبدالعزيز البابطين المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عن سروره بمشاهدة عرض مسرحي جمع بين المتعة والجدية، وقال إنني شخصياً متابع لهذا الفريق المسرحي منذ فترة خلال وجودي في مدينة الطائف و انا معجب بمدى الالتزام لدى هذا الفريق المسرحي ومدى جديتهم في البحث عن مسرح مميز وهذا ما تحقق لهم من خلال هذا العرض المميز. اما الاستاذ منصور الفايز مدير المكتب الاعلامي بالسفارة فقال: ان مسرحية «بازار» نموذج حقيقي للمسرح الجاد الذي يطرح فكراً وثقافة في قالب كوميدي لطيف. الدكتورة خديجة عبدالله الماوري المندوب الدائم المساعد لليمن لدى الالكسو قالت: عندما دعيت لحضور المسرحية لم اتصور مشاهدة عمل مسرحي مميز بهذا الشكل وكنت اتصور ان المسرح في السعودية ما زال في مرحلة البدايات ولكنني فوجئت بعرض اكثر من رائع به مقولة جادة يحمل فكراً ناضجاً يبحث في التراث بطريقة مختلفة والاخراج كان ايضاً جميلاً وادخلنا المخرج في جو المسرحية بطريقة فنية رائعة استمتعنا بحضور الممثلين الجميل، والى الامام دوماً ونحن في انتظار مشاركة اخرى من هذه المجموعة المسرحية المدهشة. اما الاستاذ احمد المهداوي مخرج مسرحي.. فقال شاهدت عرضاً جميلاً واتمنى ان يستمر عمل الورش لهذه الفرقة المسرحية لان لديكم هواة على مستوى عال جداً ولديهم الكثير مما يمكن ان يقدمونه للمسرح العربي وليس السعودي فقط وقد اعجبني حرصهم وحثهم وخصوصاً عندما عرفت بعدم وجود معهد مسرحي لديكم اذا هذه فرقة نموذجية بحاجة الى التأطير والدعم لاني وجدت هذا العمل نقلة في المسرح السعودي. الصحفية التونسية اماني قالت: اكثر الاشياء التي اعجبتني في مسرحية «بازار» ابلاغ الفكرة بطريقة مسرحية بها مسرحة وفرجة الجمهور كان يضحك من القلب وهذا مقياس لدى وصول العمل اليهم، خروج الموضوع التراثي بشكل ساخر شكلاً ومضموناً كان نقطة تميز في العمل ورغم استخدام المسرح الفقير كان فضاء المسرح يمتلئ بالحركة الصاخبة والمعبرة والجميلة. المخرج العراقي قاسم البياتلي مؤسس مسرح الاركان في ايطاليا ويدرس مادة الدراموتولوجية للممثل قال: ان مسرحية «بازار» تطرح قضايا هامة وفي تصوري ان المسرحية لو سوقت تجاريا في العالم العربي لكانت ناجحة جدا لانها بها معرفة باللعبة المسرحية وقد شعرت بذلك ليس كوني اختصاصياً بهذا الشأن ولكن من خلال زوجتي الايطالية التي اعجبت بالعمل جداً وهي لاتعرف اللغة العربية وذلك يعطي مؤشراً لوصول البصرية ولقدرتها في الابلاغ والتبليغ. وأضاف ان المسرحية بها لعبة مسرحية شديدة الحبكة وقد احببت المسرحية مهنياً وقدرت جهد العاملين بها من هذا الجانب، بداية المسرحية ونهايتها جميلة جداً و رغم اني شاهدت خلال عمري المسرحي الذي يتجاوز الثلاثين عاماً الكثير من العروض الا انني وبصدق اقول شاهدت في هذه المسرحية العاباً مسرحية جديدة لم يسبق ان شاهدتها وقد اعجبتني جداً. وبيَّن ان هناك طاقات تمثيلية ممتازة للغاية قدرات في تكوين وتشكيل الجسد واستخدام جيد للصوتيات النص جميل به طرح جريء الاخراج مميز والعمل ككل يظهر من خلاله شكل الورش المسرحية رغم تقليدية العرض واكد انه فوجئ بمستوى العرض لانه لم تكن لديه فكرة مسبقة عن المسرح السعودي وهذه المسرحية بالنسبة له بها لعب مسرحي مثير. الاستاذ حسين صنداوي ناقد ومخرج مسرحي سوري قال: المسرحية من حيث المضمون جيدة والشباب السعودي عملوا بروح الهواة وبشكل جيد والاخراج كان لديه حلول لطيفة واستخدمت بشكل جديد والشيء الجميل ان الفرقة بكاملها من الهواة وهذا يحسب لها والمدخل للمسرحية كان لطيفا ومعبراً والنهاية جميلة ورائعة والجمهور كان معجباً بالعرض كان هنالك قليلاً من الاطالة كان يمكن اختصارها ألطف.. ومافي المسرحية كان الحضور البهي والجميل للمجموعة الشابة من الهواة. الممثلة «صابرة» ممثلة مسرحية تونسية وحائزة على جائزة افضل ممثلة في مهرجان القاهرة التجريبي لعام 99م اكدت انها شاهدت في مسرحية «بازار» عدة اشياء اولها الصدق في الاداء وهذا ماهو مطلوب عند كل ممثل لماذا.. لأن الشيء المطلوب من كل ممثل ان يكون صادقاً في الاداء فاذا لم يشعر بالكلمة التي يقولها فأنت لاتشعر بها وانا شخصياً تعود علاقتي بالمسرح السعودي لعام 92م، عندما شاهدت عملاً مسرحياً ضمن مهرجان القاهرة التجريبي كان العمل بسيطاً في الاداء والتقديم ثم شاهدت عملين لهذه الفرقة في مهرجان القاهرة التجريبي وكان العمل في كل مرة يشهد تطوراً في الفكرة وفي طريقة الطرح والاداء. وقالت اما بالنسبة لهذه المسرحية فكان هناك قيمة فكرية في العرض في طريقة الطرح في اسلوب الاداء بالحكاية مقدمة بصورة محبوكة وليس بها حشو السينوغرافيا كانت جيدة خصوصا في استخدام الخليفة وكان هناك نمازج بين الحداثة وبين القديم وقد احسست بالسعادة وضحكت ولاول مره اجد نفسي من صميم اعماقي في عمل مسرحي وهذا رائع للاداء الصادق. وقد اعجبني الفنان سامي الزهراني فهو ممثل رائع سيكون له مستقبل رائع اذا واصل طريقه واشكر الفريق الملتزم الذي له خاصية لمستها من خلال حرصه على التواجد في العروض المختلفة ومشاركته في النقاش وتكوينه الجماعي في التحرك والتواجد في كل مكان. اما الناقد المسرحي البحريني الاستاذ يوسف الحمدان فقال هذه ليست المرة الاولى التي أشاهد فيها عرضا للورشة المسرحية بجمعية الطائف فقد سبق ان شاهدت عملين لهم قبل الآن في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وكما كنت اتوقع مشاهدة عمل يدل على مدى طموحهم ورغبتهم الاكيدة في البحث والاستقصاء في المسرح خصوصا انهم ينطلقون من عمل ورشة مسرحية وانا اعتقد ان عمل الورشة مهم جدا الآن في المسرح وبالذات في المسرح الخليجي ونادرة هي الفرق التي تعمل من خلال ورش في خليجنا العربي. طبعا مسرحية «بازار» تجربة شبابية اعتقد ان بها جهداً جميلاً وهناك مناطق يجب الوقوف عندها في قراءة الفضاء المسرحي وكيف يمكن ان تتم لعبة استنطاق الازمنة وكيف تتحول هذه اللعبة الى لعبة مسرحية ذات عمق وذات دلالة و ذات افق وفي نفس الوقت ذات جمالية في اداء الممثلين الحكاية في المسرحية مهمة جدا والمؤلف حاول ان يستقرئ العولمة والاسقاطات على المجتمع العربي والانساني بصفة عامة. وفي تصوري ان ورشة العمل المسرحي بالطائف هي المجموعة الوحيدة في السعودية التي لها جهد متواصل ومتنام لانني شاهدتهم في اكثر من مهرجان وأتمنى لهم الاستمرار والبحث والتواصل من اجل مسرح سعودي مشرق وقادم. ومن جانبه اكد الدكتور حبيب غلوم مخرج اول بوزارة الاعلام والثقافة بدولة الامارات انه فوجئ بالعرض وقال لم اتوقع مشاهدة عمل جماعي به شغل مسرحي جماعي وقد تعودت على مشاهدة عروض مسرحية سعودية يبرز فيها بكل واحد ربما كانت النصوص تركز على ابراز شخصيات وشخوض مسرحية وبالتالي لايكون العرض جماعياً ولكن في هذا العرض شاهدت عملاً جماعياً به فرجة جميلة، ومهم جداً ان يكون هنالك فرجة مسرحية في العرض والحكاية المسرحية مهمة وتناولها المؤلف بشكل جيد والعرض كان جميلاً من حيث الرؤية الاخراجية الواضحة والاتقان من الممثلين وقد أعجبتني الفكرة جدا وطلبت النص من المؤلف لانني ارغب في تقديمه بتصوري الخاص لان به ارضية جيدة يمكن الانطلاق من خلالها. عبدالني بن كاره مخرج مسرحي: قال لقد شعرت بسعادة كبيرة وأنا اشاهد هذا العرض المسرحي وتذكرت الفترة التي عملت فيها بجامعة الملك سعود بالرياض تذكرت اصدقائي محمد العثيم وابنائي علي السعيد ويوسف الجراح وغيرهما ولمست مدى تقدم المسرح السعودي من خلال مشاهدتي لهذه الفرقة المسرحية الشابة وهي تقدم عملاً ناضجاً مسرحياً وسعودياً 100% وهذا ما اسعدني: المؤلف والمخرج والممثلون الفنيون الكل كان يدرك تماماً معنى المسرح وكيف يكون المسرح الجاد تمكنا من الادوات الفنية وابداعا في التعامل مع الخشبة فمرحى شباب السعودية في تونس. الممثلة الاماراتية بدرية احمد اكدت انها لأول مرة تشاهد عملاً مسرحياً سعودياً وقالت البداية كانت مبهرة جداً بالنسبة لي وقتها قلت هذا عمل مجنون وبالفعل كان ذلك النص الاخراجي الاداء العملية كانت جنوناً في جنون كجزء من عملية ابداعية جسدت على خشبة المسرح وكانت ممتعة بالنسبة لي شخصيا وأتصورها كذلك بالنسبة للجمهور الذي كان متفاعلاً مع العرض بشكل جيد واعجبني جداً اداء الفنان الرائع سامي الزهراني كموهبة وطاقة مذهلة جداً ولايمكن أن يظل عمله مقتصراً على المسرح لان لديه موهبة تتيح له التألق والانتشار من خلال التلفزيون. هذا وقد حضر العرض القائم بالاعمال في سفارة خادم الحرمين الشريفين بتونس الاستاذ ابراهيم عقاد والملحق العسكري العميد فيصل السديري والدكتور عبدالعزيز السنبل نائب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وعدد كبير من اعضاء السفارة السعودية والملحقيات.