كثفت الدبلوماسية الأمريكية دعمها لرئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في مواجهة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مستندة إلى نجاح عمليتها في افغانستان مما يجعلها اقل حرصا على ارضاء حلفائها العرب. واستبدل الخطاب المتوازن الداعي الطرفين إلى بذل جهد متواز، بضغط مكثف على الرئيس الفلسطيني للتحرك ضد المتشددين الفلسطينيين. ويجسد هذا التغير الشكوك الأمريكية حول قدرة عرفات على فرض سلطته، والفيتو على القرار حول الشرق الأوسط في الأممالمتحدة، وعدم انتقاد عمليات الجيش الإسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. وقد لقي الموقف الأمريكي ترحيبا في اسرائيل وانتقادا في العالم العربي كما أثار تساؤلات الدول الاوروبية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر أمس الأول ان إدارة بوش «تشكك» في قدرة عرفات على احتواء المتطرفين الفلسطينيين. وتساءل حول قدرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على القيادة من دون ان يصل إلى مستوى تصريحات الحكومة الاسرائيلية التي اعتبرت ان عرفات بات «خارج اللعبة». ويأتي هذا التشدد في اللهجة في حين اعلن الاحد وزير الخارجية كولن باول ان ياسر عرفات يبقى المحاور الشرعي داخل المعسكر الفلسطيني وأن الولاياتالمتحدة تريد «التعاون معه».ويرتبط هذا الموقف ايضا بتطورات الصراع في افغانستان إذ ان الانتصارات العسكرية السريعة التي حققتها العملية الأمريكية أدت إلى تراجع الضغط من جانب العالم العربي. وقال ايان لوستيك المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة بنسلفانيا «بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، وعندما كانت الإدارة الأمريكية تتوقع حربا طويلة وكانت تسعى إلى اجتذاب العالم العربي، استخدمت مرارا كلمة فلسطين وانتقدت اسرائيل مرارا».وتابع «لكن، عندما انهارت حركة طالبان، اختفت هذه الاشارات وبات الخطاب الأمريكي الجديد يعكس التضامن مع اسرائيل في الحرب ضد الارهاب الفلسطيني». ويعكس هذا التطور ايضا في الخطاب الأمريكي رغبة واشنطن في التعاطي مع الارهاب كمشكلة شاملة يجب على الولاياتالمتحدة وحلفائها وبينهم اسرائيل محاربتها، مما جعلها تعتبر معرفة ما إذا كانت قضية ما يمكن ان تتمتع بشرعية سياسية، مسألة ثانوية. وفي اطار هذه المقاربة، قررت الولاياتالمتحدة الشهر الماضي التعاطي مع كل المنظمات التي تعتبرها ارهابية ومن بينها العديد من الحركات الفلسطينية، على قدم المساواة مع القاعدة بزعامة أسامة بن لادن. ويعزز هذا التوجه عدم توصل مهمة المبعوث الأمريكي الجنرال انتوني زيني إلى نتيجة بعد ان أوفده باول لمحاولة التوصل إلى وقف اطلاق نار مهما كان الثمن. وبعد ان امضى ثلاثة اسابيع في المنطقة، عاد إلى الولاياتالمتحدة الاحد من دون ان يحقق اي نتيجة تذكر وذلك لاجراء «مشاورات» بحسب الاعلان الرسمي. وامتنعت واشنطن عن اعلان فشل نهائي لهذه المهمة ملمحة إلى ان زيني قد يتوجه مجددا إلى الشرق الأوسط في حال حصول تطور يعزز إمكانية استئناف المفاوضات بين الطرفين.