إن مفاهيم «العولمة» والأنفاق المظلمة التي يتجه اليها العالم في عالم مختلط المفاهيم والأعراق والايديولوجيات تستلزم فهماً عميقاً لغوامض الأمور وكوامن المقاصد والاتجاهات والخطط الدولية والاقليمية التي ترمي الى خلق نظام عالمي جديد غامض المفاهيم.. يجب ان يكون من ضمن هذه الخطط خطط إسلامية لعولمة مفهوم الإسلام لدى شعوب العالم فهو دين عالمي ارسل الله به رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه به الى العالمين كافة دون استثناء.. فهو دين الله خالق الكون والبشر.. دين أراده الله الى العالم كافة.. وليس ديناً عنصرياً حسب أهواء البشر وخيالاتهم.. يجب على كل مسلم ايضاح معالم هذا الدين وأبعاده الإنسانية التي تناسب الدنيا والآخرة.. الى العالم.. لقد أوضحت الأحداث الأخيرة مدى الحقد والهجمة الشرسة التي تتضامن فيها اليهودية مع الصليبية من اجل التهجم على الإسلام وتصويره على أنه دين قتل وتدمير بهجمة بغيضة تحمل كل معاني «المؤامرة» التي يحاول البعض منا تجاهلها او انكارها حيث بدأ هؤلاء الغربيون بالعدوان على كل ما هو إسلامي بعد احداث امريكا.. أليس ذلك دليلاً على انهم يفكرون بنظرية «المؤامرة» مع عدم ثبات أي تهمة على أي مسلم؟!.. ولم نجد من بينهم كاتباً او مفكراً يقول لهم لقد عشعشت في اذهانكم نظرية المؤامرة.. لماذا نحن دائماً نحاول ان نسبح ضد التيار.. وان نرغم ارغاماً على ان ننكر ما نشاهده بأعيننا..!! هل هذا فقط بسبب انكار نظرية المؤامرة أم ان وراء الأكمة ما وراءها..؟! لماذا يريد منا البعض ان نصدق آذاننا ونكذب أعيننا..؟! لماذا نعتبر كلام أعدائنا عن الإسلام وتهجمهم عليه مجرد زلة لسان عابرة.. بينما يعتبرون كلامنا عن حضارتهم إرهاباً.. وأصولية..؟! لماذا نحاول ان نظهر بمظهر الحضاريين المندمجين مع الغرب الذائبين في حضارتهم ونتجاهل هويتنا الإسلامية إرضاءً لهم..!! إن هناك العديد من الدلائل والأمور التي تثبت ان ما يعتبره البعض نظرية مؤامرة ما هو إلا خطة مدروسة بدأت تظهر آثار تطبيقها عياناً بياناً.. بل ان الكثير منها قد حدث منذ سنوات طويلة.. الذي يتمعن في كتاب الله الكريم ويقرؤه يجد ان ما يعتبره الكثيرون نظرية مؤامرة لا وجود لها ما هو إلا عقيدة في قلوب أعداء الإسلام لا يمكن ان يتزحزحون عنه قال تعالى: «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم..». ومن المبررات على وجود مؤامرات تحاك ضد المسلمين.. ما يلي: أولاً: هل كانت الكلمات التي تفوه بها كل من بوش الرئيس الأمريكي حين قال ان الحرب القادمة ستكون حرباً صليبية «Cruseed» كانت عرضية وزلة لسان.. كما حاول كثير من المسلمين والعلمانيين و«الواقعيين» الدفاع عن بوش وتبرير كلامه تحت أي مبرّر..!! وحين تفوه رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني ايضا وتهجم على الحضارة الإسلامية ووصف الحضارة الغربية بأنها أرقى منها.. هل كان ذلك عرضا وزلة لسان أيضاً.. أليست الحضارة الإسلامية في الأندس هي التي بنت حضارة أوروبا. ثم تفوهت بعد ذلك تاتشر بكلام غير لائق وتهجمت على المسلمين.. إني أثق انه لو تفوه بهذا الكلام زعيم مسلم لوصف بالتطرف والأصولية..!! هل مثل هذه الكلمات التي يتفوهون بها تأتي عرضاً ودون قصد.. ولماذا لم تأت إلا في مثل هذا الوقت. انهم يصفون أي مسلم بالإرهابي «TERRORISM» حتى ولو لم يحمل أي سلاح.. يكفي ان يتكلم عن الإسلام وان يصلي ويكبّر حتى يوصف بالإرهابي.. انظروا كيف يحرفون الواقع.. ثم انظروا الى سماحة الإسلام..!! ثانياً: الحملات الصليبية في القرون الوسطى والتي قادتها الكنيسة البابوية ضد المسلمين في الشرق.. كانت من افظع ما ارتكب من جرائم.. كانت اكوام الجثث ترى في الشوارع.. وخاضت خيول الصليبيين حتى الركب في دماء المسلمين.. لم ير افظع من هذه الحملات.. ومع ذلك رأينا تسامح المسلمين ونسيانهم لهذا الماضي الأسود.. انظروا انها الصورة التالية لصلاح الدين الأيوبي.. الذي عفا عن الصليبيين حين فتح بيت المقدس ولم يقتلهم بل اطلق سراحهم..!! ثم انظروا الى الفتوحات الإسلامية التي انطلقت الى اصقاع المعمورة تحمل رسالة رب العالمين الى هذه الاصقاع هل انتشرت هذه الرسالة بالقتل والتدمير..!! بالطبع لا لأنها لو كانت بالقتل والارهاب فلن يقبل بها احد ولن تنتشر بهذه السرعة المذهلة حتى وصلت اصقاع الأرض والصين في أقل من 40 عاماً من مجيء الرسالة الخالدة.. انها رسالة ليست من صنع العرب حتى يخجلوا من نشرها.. انها رسالة من خالق البشر وخالق الكون.. ولا يمكن السكوت عن نشر هذه الدعوة بمجرد كره اعدائنا لها.. ولمجرد انهم يحقدون علينا ويعيروننا بها.. ثم انظروا الى المذابح التي ترتكب ضد الأقليات المسلمة في عهدنا الحاضر.. في البوسنة والهرسك مذابح تقشعر لها الأبدان.. في كشمير أكثر من 000.70 مسلم ذبحوا.. في فلسطين مذابح يومية.. ومع ذلك فإن هذا العالم المتحضر لا يرف له جفن..!! ثالثاً: حقوق الإنسان التي يتشدق الغرب بها.. أين هي في أرض الواقع أين حماية حقوق الإنسان حين تقف أقوى دول العالم «أمريكا» بجانب المجرم «إسرائيل» حين تستخدم هذه الدول حق النقض الفيتو ضد ارسال قوة حماية دولية لحماية الفلسطينيين. لماذا تنتقد أمريكا ومعها دول الغرب حقوق الإنسان في بعض الدول الإسلامية التي تطبق الشريعة الإسلامية.. وتستخدم الضغوط تلو الضغوط لإلغاء أحكام الشريعة الإسلامية والعمل بالقوانين الوضعية.. لماذا.. لأنهم علموا ان لا حماية للبشر وحقوقهم إلا بشريعة.. وإلا فماذا هو انتهاك حقوق الإنسان حين يعاقب المجرم ويقتل القاتل.. حتى في أمريكا نفسها وجدوا ان العلاج هو في القصاص وبدأوا بتنفيذ حكم نزل منذ 1400 عام وفي الصين.. معدلات الجريمة زادت في الولاياتالمتحدة الى نسبة 60% ويوجد سنوياً أكثر من «000.25» جريمة قتل في أمريكا وحدها ومع ذلك يريدون ان يطبقوا عقوبة الإعدام في أكثر من 25000 شخص سنوياً ولو تركت الدرعا ترعى لزادت الجريمة وانتشر القتل في أمريكا وتفككت من داخلها إنها شريعة الله لا شريعة البشر..!! رابعاً: إن للإعلام المرئي والمسموع دورا كبيرا في تغيير القناعات والآراء ومواجهة لهذا الإفتراء الذي يريد تشويه صورة المسلمين انما استخدامها في الدعوة وبيان محاسن الإسلام دور كبير جداً في مواجهة هذا السيل من التشويه.. ان الكثير من الغربيين بسطاء تؤثر فيها الدعايات اليهودية والافتراءات المغروضة.. ويجب على المسلمين شعوباً وحكومات امتلاك شيكات تلفزة.. واخص بالذكر المنظمات الإسلامية التي يجب ان تتحرك وتقوم بواجبها وتصدر الصحف في الغرب وفي عقر دارهم بدلاً من القعود.. م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني