منذ عدة أعوام يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض احتفالية فريدة في نوعها تلك هي اطلاق سراح سجناء الحق الخاص عن طريق التبرعات التي يتنافس عليها بعض رجال الخير في هذه البلاد وما أكثرهم لادخال السرور إلى هذه الفئة من المواطنين التي تعثرت ظروفها دون تسديد حقوق الآخرين المادية فاودعوا السجن، ولأن شهر رمضان المبارك يمتاز عن سواه من شهور السنة بذلك التقارب بين أفراد المجتمع بل والمسلمين جميعاً فإن التسابق بين الموسرين يحدث طلباً إلى المثوبة من الله سبحانه وتعالى وتقرباً إلى طريق الخير وابتغاء الحسنات وليس أكثر فرحة من أسرة تنتظر هذه المناسبة الروحية حتى ترى أحد أفرادها وقد عاد إلى الانتظام معها في حياتها اليومية بعد ان غيَّبه السجن عنها فترة من الزمن كانت عصيبة عليه وليس هناك ما هو أكثر ألماً من فقد عنصر من أسرة أرغمته الظروف المادية على التعثر دون تسديد حقوق الآخرين.. وهي مناسبة لا نرى لها مثيلاً في أكثر المجتمعات لأنها تشف عن عمق الإيمان والمناداة إلى فعل الخير الذي يختزنه المسلم نحو شقيقه تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى وسعياً نحو ميل ميزان الحسنات إن شاء الله وهو أمل يتوخاه كل فرد من أسرتنا الاجتماعية، على ان هذه النتيجة المؤلمة سوف تدفع كل من مر بها إلى تلمس الوسيلة الأجدى في حياته القادمة وعدم الاندفاع نحو مشاريع غير مأمونة العواقب أو مدروسة بتبصر، فالإنسان في هذه الحياة يندفع في لحظة ضعف إلى المغامرة مع ان مسعى كل فرد لتحسين ظروفه هو من الأفعال المشروعة، انما الفرق هو التأكد من سلامة الاتجاه لأن نتيجته تترتب عليها عوامل لم يحسب حسابها كما ينبغي.. والمشكلة في مجتمعنا اننا ننطلق من أرضية صادقة لا تعرف الخداع أو الكذب بعكس الأفراد الذين عاشوا في مجتمعات تقوم على الخداع والأخلاق المنحدرة ولهذا السبب فإن مجال التلاعب في مجتمعنا محدود ويكشف المتعثر منذ البداية وعندما ننصح من نراه يوشك على التورط تراه مستسلما ولا يملك سوى ان يرفع يديه إلى الله تضرعاً بأن ينجو من هذا المطب الذي وقع فيه ويوشك ان يجعل اسمه مضغة في الأفواه بل انه في هذا السبيل يحاول ان يلتجئ إلى من يعتقد بأنهم سوف يقيلون عثرته فإذا بهم يخيبون ظنه لأنهم يرون في عمله منتهى السذاجة وعدم التبصر والاندفاع الأهوج وهو في طبيعة الحال سوف يعترف بخطئه الذي سوف يدفع حريته ثمناً له وهو أمر لا أحد يشجع عليه لأنه من المنظور الآخر قد يعتبر حافزاً لأن يغامر من جديد في حالة تغطية ذلك الخطأ إلا من الأقربين جداً والذين يخشون ألسنة الناس من ترك قريبهم في الميدان لا يمدون له يد المساعدة فإذا تعذرت ظروفهم المادية هم أيضاً يفلتون من الملامة ويعلنون عجزهم لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها فعسى ان تكون مثل هذه النماذج المتعثرة سبباً في يقظتنا ونحن نغامر في مشاريع نجهل نتائجها وشكراً لسمو الأمير سطام بن عبدالعزيز على ادخال الفرحة إلى القلوب المكلومة بدعمه سنويا ووقوفه إلى جانب تلك الفئة من المواطنين جزاه الله كل خير ونحمد الله أن مجتمعنا يمتاز بمثل هذا الترابط والتلاحم ومكارم الأخلاق «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». للمراسلة: ص.ب 6324 الرياض 11442