ان قصة القفزة الصناعية اليابانية هي درس عالمي استفاد منه معظم الشعوب من حولها وهي ليست مستحيلة وان كانت اعجوبة استوعبها الفرد الياباني وحصل من قادته على ما يحقق طموحاته في تكريس مواهبه ودفعها إلي ما يجلو عنها غبار التواكل والاعتماد على الغير ونحن نعرف جميعاً بان هذه الدولة الآسيوية خرجت من الحرب العالمية الثانية مهزومة مذلولة من القوى العالمية الأخرى في أوروبا وأمريكا حتى أنها حرمت من تشكيل جيش وطني لها. إنما هذا الاعتزال والهزيمة لم يفت في عضد الفرد الياباني إنما جعلته يكرس طموحه نحو تحقيق ما يمكن ان يبرز مواهبه مع انه لا يمتاز على الآخرين بقدرات خارقة سوى حبه لوطنه وقد وجد من دولته مايعينه على السير في هذه الطريق إذ انها خصصت أعلى ميزانية من أجل البحث العلمي ربما في العالم وليس كما تفعل الأنظمة العربية من تخصيص الجزء الأعظم للبطانات والدعاية الشخصية والتغزل بمواهب ذلك الفرد الخارق (الرئيس) أو لشراء معدات تتكوم في المستودعات دون الاستفادة منها عند الحاجة لانها اصلاً لا تعرف حتى تشغيلها.ذلك الفرد الياباني «النظيف» لم يكن يبحث عن الشهرة الشخصية ولا المنفعة المادية وتلك نقطة أفرزتها تربيته «الوطنية» السامية فشعارهم «ان الفتى من يقول هأنذا ليس الفتى من يقول كان أبي؟» ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه. فالتربية إذن هي الأساس. وللمعلم دوره الفاعل في ترسيخ مفهوم الوطنية بعد المنزل ولا أريد ان أقول تحية للمعلم الياباني مع انه يستحقها عن جدارة إنما للمعلم السعودي أيضاً والذي سوف يحصد ان شاء الله مازرعه في قلوب ابنائه من العلوم والثقافة الجادة لانه القدوة التي يستضيء بها الجيل وكل الأجيال وتحية أخرى إلى الملتقى التاسع الذي سوف نتابع فعالياته المنتجة بكل فخر واعتزاز وإلى كافة جهاز وزارة المعارف الجليلة. للمراسلة ص.ب 6324 الرياض 11442