مفردة نرددها بين مستنكر لها ومعجب بها في أوضاع مختلفة إذ إن أكثر العرب يستطيبونها عمليا بينما الغربيون يضعونها في حقل الجهالة والابتعاد عن التحضر، ولهذا السبب نجدهم يشغلون أوقاتهم بالمزيد من التفكير في أي شأن يعنيهم نراهم لا يضيعون دقائقهم بالحملقة ذات اليمين وذات الشمال، وانما يملأون فراغهم بالقراءة مهما كان نوعها من باب زيادة المعرفة واستغلال الوقت بما يضيف إلى مخزونهم الفكري معلومة جديدة. في الطرف الآخر يرى البعض ان التطفل انما يحدث بقصد المعرفة أيضا ليس الحملقة الجوفاء إنما بالتفكير بهذا الذي بين ايدينا أو الذي يثير شهيتنا للتفكير بما يعني الاعجاب بقصد الاضافة لأن العلم حسب زعمهم إنما تطور بالمراقبة التي هي من أدوات التطفل بل إن المخترعات كافة، لم تأت من الفراغ إنما عن طريق الرصد بهدف تحسينها أو ادخال المزيد من الانفتاح عليها من زاوية نقدية تتفاعل ما بين القائم وما يمكن أن يتغير نحو الأفضل، وهذه نقطة جوهرية شغلتني بعض الوقت إذ إن مراقبة طفل يعبث بقصد اللهو نستطيع أن ندفع له بمادة صغيرة تجعله يفكر بعملها اذ ان من طباع الأطفال وعاداتهم المستحكمة ان الجديد يشدهم إلى التفكير والتمعن حتى انه عندما يفشل في التحكم يعمد إلى تهشيم اللعبة بمثابة الضجر عن مجاراتها أو السيطرة عليها، والمربون لا يرون في ذلك ظاهرة إيجابية دائما إنما الاصلح ان يحافظ ذلك الطفل على عنصر المحاولة، وهنا يأتي دور المنزل والمدرسة منذ الصغر لنغرس في هذه الطفولة محبة ما يزيد من وعيه وفهمه بل ونجعله يتحلى بالصبر عن طريق التشجيع المتواصل وعدم اهمال المراقبة الحانية بعيداً عن وسائل الزجر والتأنيب والاستعلاء، فالطفل بين ايدينا خامة لينة بالامكان توجيهها بالمحبة والتقرب وهي الوسيلة الحديثة في الطفل إذ كلما اقتربنا من عالمه ومستواه استطعنا ربطه عاطفيا وفكرياً حتى نغذيه بالمفاهيم التي سوف تساعد على تكوين شخصيته السوية الفاعلة اجتماعيا في المستقبل. وهكذا فإن التطفل ليس دائماً يتجه إلى الضرر إنما له حسناته وإيجابياته. للمراسلة: ص.ب: 6324 الرياض: 11442