رغم كل المحن التي حاقت ببلادي.. ورغم رحلتنا التائهة في صحراء الحزن.. بحثاً عن لحظة فرح! * أهلاً بك يا عيدُ رغم صواعق الموت التي خطفت مني الفرحة بك وشلّت كياني! ** * أهلاً بك يا عيدُ.. رغم أخاديد الدّمع في مقلة أمي، وأنين الوجد في صدر أختي، ورغم أشواك الشقاء التي كست وجه أخي فزعاً من الضياع.. ومن الهزيمة وموت الذات! ** * أهلاً بك يا عيدُ.. رغم أنه لم يتغير لي حالٌ منذُ رحلت العام الماضي.. سوى صمت متقطع لهدير المدافع.. إيذاناً بسلام هو أشبه بسراب يحسبُه الظمآن ماءً! * التمسُ منك العذر يا عيدُ.. حين أخفق في استقبالك، فأنا أخاطبك من بين أنقاض.. منزلٍ آواني وأهلي في سالف الدهر، ثم تحولت حجارته إلى «جثث» تحكي هول المصير! ** * لم يبق لي يا عيدُ من شواهد الدنيا سوى أم.. أخرستها قذائفُ القهر.. وشقيقة تنعي جدائلها رحيل الشباب! * أما أبي.. واحر قلباه.. فقد حصدته نار الفتنة في أيامها الأولى.. ثم لحقه أخي الأكبر.. بعد حين متأثراً بجراحه! ** * أوّاهُ يا عيدُ.. ماذا أبدي لك.. وماذا أعيدُ؟! كنت أتمنى ان استقبلك بابتسامة فرح يتنفسُ ورداً وربيعاً! كنت أمني النفس أن أحيي أيامك ولياليك بلباس جديد.. كشأن كل طفل يفرح بالعيد! ** * ما أدراني يا عيدُ.. إلام سيؤُول حالي.. حين تهلُّ علينا بعد حول من الآن! هل ستجدني في انتظارك وقد ازددتُ من العمر حولا، وازداد بي الحنينُ إلى شمعة فرح تضيئها بقدومك؟ ما أدراني يا عيد هل أبقى لأُنشدك أغنية الفرح الجديد، أم أهتف لك ترحاً ببيت المتنبيّ، أم ألحق بأبي.. وأخي!! وأدع أمي وأختي تحت وصاية القهر والضياع؟! * أواه.. لا أدري.. لا أدري.. لا أدري!