مبارك قدوُمك يا عيد الفطر.. رغم كلِّ المواجع والفواجع والمحن التي حلّتْ بأهلي وبلادي، ورغم كلِّ صواعق الحزن التي اختطفت فرحتي.. وأخرست لساني.. ومزقت أحلامي! * مباركٌ قدومُك يا عيد الفطر.. رغم أخاديد الدّمع في مقلتي، وأنين الوجْد في خاطري وصيحْات الذعر في أطرافي.. فَزَعاً من الهزيمة.. ويأساً من النصر! * مباركٌ قدومُك يا عيد الفطر.. رغم أنه لم يتغيّر لي حالٌ منذ رحلتَ آخر مرة.. سوى الصمت المؤقّت لمدافع الغدر و«بلدوزرات» الهدم على رؤوس الأحياء.. إيذاناً ب«سلام» هشٍّ هو أشبه بسَراب يحسَبُه الظمآنُ ماءً! * أيها العيد.. * التمسُ منك العذرَ لأنَّني لن أحسنَ استقبالَكَ كما كنت أحلمُ قبل قدومك، فأنا أخاطبُك من بين أنقاضٍ.. كانت حتى عهدٍ قريبٍ منزلاً تحوَّلَتْ حجارتُه إلى«جثث» تحكي وحشيةَ الجُرحِ القبيحِ الذي حاق بنا! * لم يبقَ لي ياعيد من شواهِد الدنيا سوى أمٍّ.. أخْرسَتْها قذائفُ القَمْع.. وشقيقةٍ تنْعي جدائلهُا جُحودَ الشَّباب! أمّا أبي.. واحرَّ قلبَاه.. فما برح يجاهدُ الصَّبْرَ.. صبْراً على القهر.. وأما أخي الأكبر فقد لقيَ ربَّه شهيداً.. متأثراً بنيران الخيانة والغدر! * ألتمسُ منك العذرَ ياعيدُ.. فقد كنتُ أتمنّى أن أسْتقبلَكَ بابتسَامةِ فرح يتنفَّسُ ورْداً وربيعاً! كنت أتمنّى أن أُحَيِّيَكَ بلباس جديد.. كشأنِ كلِّ طفل يفرحُ بالعيد.. وكل جديد! * لستُ أدري.. إلام سيؤولُ حالي.. حين تعودُ بعد حول من الآن.. * هل أبقى لأنُشدَك أغنيةَ الفرح الموعود.. * أم أهتفُ لك تَرَحَاً عن السلام الموءود، وأردّدُ على اسماعك بيتَ المتنبي.. الخالد: «عيدٌ.. بأيَّة حال..»! * أَمْ ألحق بُأخي الأكبر، وأدعُ أبي وأمّي وأختي في «ضيافة» القهر حتى إشعار آخر؟!