مع اعترافنا المسبق بأن الكثير من آرائنا لا تعجب الآخرين فاننا لا نلومهم لأن البعض منا قد يصل الى شبهة الخطأ ومع ذلك فهناك من يتشبث بالخطأ رغم محاولات الاقناع التي لا تجدي بالنسبة للمتعصب الذي قد نصفه بالغرور ايضا وحين هاتفني أحد الاصدقاء معترضا على عنوان مشاركة سابقة لي في هذه الزاوية كان عنوانها (التطفل) أفاد بأن تسميتها الاصح هي(حب الاستطلاع) لأن التطفل تصرف ممقوت بينما حب الاستطلاع يدخل في باب الرغبة في زيادة المعرفة وافقته بدون تردد لأن التصويب فعل حميد يدعم طلب المعرفة فشكرا لكل من أفاد الآخرين بالتنبيه والارشاد لأن إيقاع الحياة السريع يجعلنا نحن ايضا نركض وراء الأسهل ولا نكلف أنفسنا أحيانا بمواجهة الكثير من أقوالنا بل وحتى تصرفاتنا وفي المقابل أذكر بأن أحد الزملاء سعى مشكوراً للتعرف عليَّ بعد أن طرح في سطوره لي بعض كلمات الإطراء والثناءوأدركت انه يحتاج الى مساعدتي في بعض توجهات الكتابة وكان عليَّ أن أنصحه بتجرد حتى يصل الي مبتغاه وبعد وقت من الزمن وضع اقدامه على أول السلم وكنت انوي الاستمرار في تشجيعه إلا أنه بكل أسف أخذ يتصرف بكبرياء الغرور بل سمعت منه تلميحات بالانتقاد فاستغربت كيف انه بين يوم وليلة تحوَّل من مصغٍ إلى نصائحي الى مرشد لي فقلت في نفسي إنه نموذج لأنصاف المتعلمين بصرف النظر عن مستوى شهادته العلمية ونحن المخضرمين لانشكو والحمد لله من عقدة الغرور لأن طريقنا واضح منذ البداية ألا وهو خدمة ديننا والمجتمع فإن نجحنا فهذا بتوفيق من الله وان أخفقنا فعذرنا إننا حاولنا ولكل مجتهد نصيب كما يقول المثل الدارج. انما الذي يحزننا هو هذا التقلب أو بالاحرى الانقلاب من طالب علم الى استاذ موجه يحفزه الغرور ويصور له الأشياء على غير حقيقتها إذ إن طالب العلم يبقى حفيا بالمعرفة يبذل قصارى جهده في متابعتها لانها بحر زاخر ليس له من مرفأ. ومن ادَّعى انه بلغ مستوى الفلاسفة فاعلم انه لا يملك سوى الخواء المتضخم شأن الانتفاخ من الورم. والغرور في اعتقادي آفة حين تتمكن من الانسان تدفع به الى حافة الهاوية وقفل ابواب المعرفة في طريقه باعتباره لا يحتاج الى المزيد الذي هو من فساد الطوية والشرخ الذي يصعب اصلاحه فالى ذلك الانسان الذي اشفق عليه من كل قلبي ادعوه الى مراجعة نفسه حتى لا يرتطم بالواقع الذي سوف يحطم آماله لا سيما وهو مازال في أول الطريق وارجو له من كل قلبي ان يفيق من أحلام الغطرسة والحياة دروس متوالية ويستحيل علينا ادراك نهايتها مهما بلغنا من العمر وليس المشيب يعني النضج في كافة الاحيان مع احترام الذات بينما الاعتراف بتصيد سبل المعرفة وتناميها مع كل تجربة فهو الوسيلة الى طريق أبواب العلم والانفتاح نحو مجالات أوسع وأرحب وهي رسالة الى كافة احبائي من البراعم والمواهب التي تدرج على طريق المعرفة. للمراسلة: ص.ب: 6324 الرياض 11442