أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس السبت ان قيام إسرائيل باغتيال المسؤول العسكري لحماس في الضفة الغربية محمود أبو هنود هو «تصعيد خطير» وان الرد سيكون «فوريا وقاسيا ورادعا» حيث أفاد شهود عيان ان عملية الاغتيال كانت في منتهى القسوة اشتركت فيها مروحيتان من اباتشي أطلقت إحداهما خمسة صواريخ فيما تولت الأخرى توجيه زخات كثيفة من الرصاص لضمان إصابة كل من في السيارة التي كان يستقلها الشهيد. وقال إسماعيل أبو شنب عضو المكتب السياسي لحركة حماس لوكالة فرانس برس ردا على قيام إسرائيل باغتيال أبو هنود يوم الجمعة «ان مقتل محمود أبو هنود يعتبر تصعيدا إسرائيليا خطيرا وسوف يجد الرد الفوري والسريع من المجاهدين». ووصف مصدر أمني إسرائيلي كبير «في معرض اعترافه بالجريمة» اغتيال أبو هنود بانه «انجاز أمني كبير».. وقال في تصريحات بثها راديو إسرائيل أمس ان أبو هنود الذى نجا من محاولتين سابقتين لاغتياله لقي مصرعه في هجوم بخمسة صواريخ نفذته مروحيتان من طراز اباتشي على سيارته. وقتل أبو هنود في قصف قامت به مروحية إسرائيلية الجمعة واستهدف سيارة كان يستقلها في قرية ياصيد القريبة من نابلس في شمال الضفة الغربية، وقد قتل معه الشقيقان مأمون وأيمن حشايكة (28 و34 سنة) من حركة حماس أيضا. هذا وقد أعلنت حالة الاستنفار القصوى في صفوف قوات الاحتلال اثر ورود إنذارات بانطلاق خلية من منطقة جنين لتنفيذ عملية استشهادية في إسرائيل. وكانت حماس قد أعلنت عبر مكبرات الصوت من مساجد جنين عن استشهاد أبو هنود ويعتبر أبو الهنود على رأس قائمة المطلوبين بالنسبة لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وبتنفيذ جريمتها تكون أجهزة الأمن الإسرائيلية قد تمكنت بعد محاولتين فاشلتين استهدفتا اغتيال أبو الهنود إحداهما في منزله في قرية عصيرة الشمالية مطلع صيف العام الماضي عندما فشلت وحدة خاصة من مجموعة دافدوفان الإسرائيلية من الإمساك به وقتل منها ثلاثة إسرائيليين وهرب أبو الهنود. فيما اعتبر نكسة للأمن الإسرائيلي في حينه، أما المحاولة الثانية فكانت في نيسان/إبريل الماضي عندما قصفت طائرات حربية من طراز إف16 سجن نابلس المركزي التابع لسيطرة السلطة الفلسطينية حيث كان معتقلا ولكنه كان قد نقل منه قبل ساعات حسب رواية أمنية فلسطينية. وقالت مصادر طبية فلسطينية إنه تم التعرف على هوية أبو الهنود بصعوبة بسبب وضعها المشوه جدا من خلال ندبة مميزة كانت في ظهره وآثار إصابة قديمة بطلق ناري تحت بطنه، ولدى أبو الهنود سجل طويل من العمليات الفدائية التي نفذت داخل إسرائيل التي تتهمه بالتخطيط لها. ونفذت إسرائيل جريمتها بإطلاق خمسة صواريخ مباشرة على سيارة الأجرة التي كانت تقله على طريق بين مدينتي نابلس وجنين إلى الشمال من الضفة الغربية قرب قرية طلوزة. وقال شهود عيان إن مروحيتين من نوع «آباتشي» الأمريكية الصنع وجهت «نيرانا كثيفة» باتجاه السيارة حيث أطلقت إحداها خمسة صواريخ متتالية باتجاه السيارة «بينما اكتفت الثانية بتوجيه نيران الأسلحة الرشاشة الثقيلة باتجاه السيارة خوفا من هروب أحد من داخلها»، وبثت وسائل الإعلام الفلسطينية «صورا بشعة» لأوضاع الجثث التي تفحمت بشكل كامل ولم يبد منها أي ملامح في حين تدلت أحشاء أبو الهنود إلى الخارج من جراء الإصابة، ويتوقع أكثر المتفائلين أن تقوم الحركة وتنظيمات فلسطينية أخرى عاملة في المناطق الفلسطينية «بسلسلة عمليات انتقامية» ردا على اغتيال أبو الهنود، وكانت السلطة الفلسطينية قد اعتقلت أبو الهنود عدة مرات بسبب نشاطاته، وكان أبو الهنود قد برز في أعقاب اغتيال أجهزة الأمن الإسرائيلية عدداً من عقول حركة حماس وعلى رأسهم عماد عقل في عام 1994 ويحيى عياش (1996) ومحيي الدين الشريف (1997) قبل أن تضع أبو الهنود ومحمد ضيف على رأس المطلوبين لها من قيادات الجناح العسكري بحركة حماس.