شهد يوم امس ارتفاعا حادا في وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية والردود الفلسطينية عليها، وقتل أمس 12 شخصا في هجومين استهدف احدهما باصا في شمال اسرائيل واوقع تسعة قتلى وتبنته "كتائب عز الدين القسام"، فيما وقع الثاني في القدسالشرقية عندما اطلق فلسطيني النار فقتل اسرائيليا قبل ان يرديه الجنود ويقتلوا فلسطينيا آخر من المارة. وجاء الهجومان بعدما كثف الجيش الاسرائيلي عملياته الانتقامية في الضفة الغربية اذ هدم تسعة منازل لعائلات منفذي هجمات ضد الاسرائيليين، كما قتل مسلحا فلسطينيا قال انه كان يحاول التسلل بحرا لتنفيذ هجوم في مستوطنة "دوغيت" في قطاع غزة، قبل ان يدمر مبنى لوزارة الشباب والرياضة وآخر شمال القطاع. وجرح مقاومون فلسطينيون امس 10 اسرائيليين بينهم خمسة عسكريين ومستوطن في ثلاث هجمات منفصلة شمال الضفة. القدسالمحتلة، نابلس، غزة، الخليل - أ ف ب، رويترز - في الوقت الذي كثف الجيش الاسرائيلي عملياته ضد الناشطين الفلسطينيين وعائلاتهم شمال الضفة الغربية حيث هدم تسعة منازل، ردت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس بعملية انتحارية جديدة امس استهدفت باصاً شمال اسرائيل وأدت الى وقوع تسعة قتلى بينهم عسكريون، اضافة الى نحو 50 جريحاً، بينهم 20 في حال الخطر. وافاد القومندان ياكوف بوروفسكي قائد الشرطة في منطقة شمال اسرائيل ان "كل المعلومات التي جمعت في المكان بالاضافة الى افادات الناجين تشير الى ان الهجوم نفذه ارهابي قتل فيه". واضاف ان الرجل استقل الباص لدى توقفه امام احدى المحطات، فيما قال شهود انه عثر على اشلاء جثث ممزقة في مكان العملية ويمكن ان تكون اشلاء الانتحاري. واندلعت النيران في الباص الذي كان يقل ركاباً بين مرفأ حيفا وصفد. ونقل التلفزيون الاسرائيلي عن شهود ان كرة نار اقتلعت الجزء الخلفي والسقف في الباص المكتظ بالركاب. واكدت "القسام" في بيان ان الانفجار الذي تبنته نجم عن "عملية استشهادية"، مشيراً الى انها "ستحتفظ حالياً باسم منفذ العملية الاستشهادية نظراً للظروف الامنية ولن تعلن عنه الا في حال الضرورة"، في اشارة الى ما تقوم به اسرائيل حالياً من هدم لبيوت عائلات منفذي الهجمات ومن مساع لابعاد افراد عائلاتهم. واوضحت ان العملية هي "الجزء الثاني من الرد على اغتيال قائدها العسكري صلاح شحادة" في غزة في 22 تموز يوليو مع 14 شخصاً آخرين بينهم تسعة اطفال، مضيفة ان "ردنا على تقرير الاممالمتحدة هو عملية اليوم، كما نؤكد ان اعمال العربدة التي تقوم بها اسرائيل من اعتقال ونسف لبيوت الاستشهاديين هو تصعيد العمليات الاستشهادية والضرب في كل مكان". وتابعت: "ندعوكم لترقب ردنا المقبل". اطلاق نار في القدسالشرقية وفي حادث منفصل في القدسالشرقية أعقب حادث صفد، أطلق مسلح فلسطيني النار امس قرب باب العمود فقتل اسرائيلياً، قبل ان يقتل بدوره مع فلسطيني آخر كان ماراً بالمنطقة خلال تبادل اطلاق النار مع "حرس الحدود". واعلن قائد الشرطة في القدس ميكي ليفي ان الفلسطيني الذي كان يحمل مسدسا اطلق النار على سيارة تابعة لشركة الهاتف الاسرائيلية "بيزيك" كانت متوقفة قرب باب العمود عند مدخل المدينة القديمة، ما ادى الى اصابة سائقها بجروح، بعدها قام بفتح باب السيارة الاسرائيلية واطلق النار على عنصر امني اسرائيلي كان جالسا قرب السائق، ما ادى الى اصابته اصابة قاتلة، وذلك قبل ان يطلق عناصر "حرس الحدود" الذين كانوا متمركزين عند باب العمود النار باتجاه المهاجم الفلسطيني ويقتلوه. واوضح ليفي ان فلسطينياً كان يمر في المكان لدى وقوع تبادل اطلاق النار قتل، اضافة الى جرح عشرة بينهم اثنان بحالة الخطر. وكان شمال الضفة شهد ثلاثة هجمات مسلحة فلسطينية اسفرت عن اصابة عشرة اسرائيليين، اذ اعلن الجيش اصابة ثلاثة عسكريين بجروح اثر انفجار عبوة تم التحكم بها عن بعد خلال عملية تمشيط واسعة للجيش الاسرائيلي. كما اعلن اصابة مستوطن بجروح خطرة برصاص فلسطينيين اثناء تنقله في السيارة قرب مستوطنة "افني حفتز" شمال غرب نابلس تبنته "كتائب شهداء الاقصى"، مضيفا ان اطلاق النار استمر لدى وصول قوات اسرائيلية الى المكان ما ادى الى اصابة جنديين. كذلك اعلن اصابة اربعة اسرائيليين بجروح طفيفة في سيارة اسعاف لدى انفجار عبوة فيما كانوا قرب رام الله. تدمير 9 منازل شمال الضفة وسبق هذه الهجمات تصعيد اسرائيلي استهدف الناشطين الفلسطينيين واهاليهم شمال الضفة، اذ نسف الجيش بالديناميت ما مجموعه تسعة منازل في الضفة تملكها عائلات شبان نفذوا هجمات. وافاد الجيش ان منزل عائلة نمر محمد يوسف ابو سيفين منفذ عملية 9 كانون الاول ديسمبر عام 2001 قرب حيفا والتي ادت الى اصابة 20 شخصاً، دمر في اليامون قرب جنين، مشيراً الى ان "تدمير منازل الارهابيين يشكل رسالة موجهة الى الانتحاريين واولئك الذين يرسلونهم وتهدف الى جعلهم يفهمون ان اعمالهم الارهابية لها ثمن سيدفعه كل الذين يتورطون فيها". واوضح شهود ان الجيش نسف في قرية طلوزة شمال نابلس منزل عائلة مشهور حشايكة من "كتائب شهداء الاقصى" الذي نفذ عملية انتحارية في القدس الغربية اوقعت ثلاثة قتلى في 21 اذار مارس الماضي. وفي قرية تل جنوب نابلس نسف الجيش منزل عائلة عاصم ريحان من "كتائب عز الدين القسام" الذي فجر نفسه في باص اسرائيلي قرب مستوطنة "عمانوئيل" في الضفة في 12 كانون الاول ديسمبر الماضي وقتل ثمانية اسرائيليين. وفي الخليل جنوب الضفة، نسف الجيش منزلين لعائلتي طارق دفيش وفهد الدويك من "حماس" اللذين نفذا هجوما على مستوطنة "ادورا" قتل فيه خمسة اسرائيليين في 27 نيسان ابريل الماضي. ونسف الجيش في العقبة الواقعة بين جنين ونابلس منزل عائلة عز الدين المصري من "الجهاد" منفذ العملية الانتحارية في مطعم "سبارو" في القدس الغربية في 9 آب اغسطس عام 2001 والتي ادت الى مقتل 15 شخصاً. وفي قباطية جنوب جنين دمر الاسرائيليون منزل محمد محمود بكر نصر من "الجهاد" منفذ عملية انتحارية في مقهى "كريات موتزكين" شمال حيفا جرحت 15 شخصاً في 12 آب اغسطس عام 2001. وفي المنطقة نفسها دمر الجيش في سيلة الحارثية منزل عبدالكريم عيسى من "الجهاد" منفذ عملية انتحارية في 5 آذار مارس الماضي ادت الى مقتل شخص في باص في عفولة شمال اسرائيل. وفي جنين دمر الجيش منزل عائلة حمزة صمودي من "الجهاد" منفذ عملية انتحارية في مجدو التي ادت الى مقتل 17 شخصاً في 5 حزيران يونيو الماضي كانوا يستقلون باصاً اسرائيلياً. من جهة اخرى، قتل الجيش الاسرائيلي فجر امس مسلحاً فلسطينياً على الساحل الشمالي لمستوطنة "دوغيت" قال انه كان يحاول تنفيذ هجوم على المستوطنة عن طريق البحر. وافاد ناطق عسكري في بيان ان الجيش رصد الفلسطيني المسلح برشاش "كلاشنيكوف" وقنابل يدوية والذي كان يرتدي ثياب غطس فيما كان يحاول انطلاقا من البحر الاقتراب من محيط المستوطنة وارداه. وفي وقت لاحق، دمر الجيش مبنى لوزارة الشباب والرياضة الفلسطينية ومبنى آخر شمال قطاع غزة في اعقاب مقتل الفلسطيني. وقال مسؤول في وزارة الشباب والرياضة ان "الجيش توغل مئات الامتار صباحاً ودمر المعسكر العربي الدولي الدائم التابع للوزارة والمكون من صالات وغرف ومطاعم وحمامات مخصصة لنشاطات الوزارة في المخيمات الصيفية التى تقيمها الوزارة سنويا". وكان الجيش قتل مساء اول من امس سائق الشاحنة عبدالرحيم الطويل 40 عاماً في مدينة الخليل بينما كان يقود شاحنته على رغم حظر التجول.