قرأت ما سطره الأخ ناصر بن محمد الحزيم عن توحيد الشماغ بين الطلاب والمدرسين وذلك تأييدا لما خطه الأستاذ حمد القاضي عن الشمغ وأسمائها وأسعارها في جريدة الجزيرة الغراء الذي نشر يوم الاربعاء الموافق 5/8/1421ه وأود أن أرد على الأخ ناصر الحزيم على اقحام المدرسين في توحيد الزي الوطني بين الطلاب والمدرسين الشماغ بعدة نقاط وهي: أولا: الأستاذ حمد القاضي تطرق الى ما يلقاه بعض أولياء الأمور من ذوي الدخل المحدود من رغبة ابنائهم منافسة أقرانهم في المدرسة بالحصول على كل جديد في عالم الأشمغة ولم يتطرق الى المدرسين. ثانيا: طالب الأستاذ حمد أن يتم توحيد نوعية الشماغ بالنسبة للطلاب قياسا على قدرة بعض أولياء أمور الطلاب وذلك بأن تتبنى وزارة المعارف توحيد شمغ الطلاب. ثالثا: ذكر الأخ الحزيم بأن الشماغ رمز من رموز الشخصية السعودية ومكمل للزي الوطني فأقول: إن المواطنة احساس وانتماء يلامس شفاف القلوب وليس بالمظهر، فالمواطنة مخبر وليست مظهراً كما نعلم وإلا لو كانت المواطنة بالمظهر لأطلقنا هذا اللفظ على كثير ممن يقيمون بيننا ويلبسونا لباسنا وما السائقون عنا ببعيد!! رابعا: لماذا يقحم الأخ الحزيم المدرسين في الموضوع، فهل القدوة هي في نوعية الشماغ أو نوع اللباس الذي يلبسه المعلم؟ أم أن القدوة تتمثل في التعامل الأخلاقي والسلوك, فلو كانت القدوة في اللباس لأصبح المعلم غير قادر على اختيار ما يلبسه، وكذلك العالم والفقيه خاصة اذا ما علمنا بأن اللباس أمر شخصي اذا كان في حدود الشرع والعقل. خامسا: نوعية اللباس واختياره أمور شخصية تعود الى قدرة الشخص المادية فكيف تساوي القادر بغيره من ذوي الدخل المحدود, وعليه كيف نساوي بين مدرس يستلم مرتباً شهرياً بطالب يعتمد في مصروفه اليومي على والديه؟!! فهناك فرق شاسع بينهما فالمعلم يحب أن يكون مظهره جميلا ويميزه عن غيره من زملائه فكيف بطلابه. سادسا: ردا على الأستاذ حمد القاضي, الله سبحانه إذا أنعم على عبده يحب أن يرى آثار هذه النعمة (وأما بنعمة ربك فحدث) سواء كانت في المأكل أو المشرب أوالملبس (والله جميل يحب الجمال) لهذا لا يمكن أن نقيس مثلا ولي أمر مقتدر، بولي أمر غير مقتدر، فالأول لديه القدرة لأن يؤمن لابنه ما يحتاجه من مأكل ومشرب وحتى سبل الرفاهية في الحياة وليس معنى هذا أنني أدعو الى الاسراف أو التفاخر وإنما اللباس المعتدل الذي لا يؤدي الى الكبر بينما الآخر لا يستطيع لظروفه المادية، فهل يحرم القادر ولده على حساب غيره؟! وبناء على ما سبق فإنه لا يمكن بحال من الأحوال أن نوحد لبس الطلاب للشماغ أو غيره من لباس لأن هذه أمور شخصية لا يمكن التحكم فيها. عبدالله بن غالب العبدالله