أحرزت الفترة القريبة الماضية تقدّما مميزا في تسويق وتوزيع بل وتنويع لباس الرأس التقليدي في جزيرة العرب وبعض من جاورها، وهو الشماغ، وعملت مشروعات غربية كثيرة في التنافس على تصنيعه وإعطائه حق استعمال ماركات مشهورة. ولم يتردد المستهلك صغيرا كان أو كبيرا في ترك "الغترة" البيضاء جانبا والتحول إلى الشماغ، بعد أن كان مظهرا من مظاهر الشتاء البارد. عُرف لباس الرأس هذا أنه متحمل ومتين، ويُلبس في البر والحضر. اقتصادي لا يبلى ويظل رشيقاً لفترة طويلة من الزمن. وعرف في نجد قبل قرابة القرن. وفي القصيم كانوا يسمونه «كتايه» وتنطق بلهجة القصيم «تستايه» ولا أعرف مصدر الكلمة. وقرأت في قاموس هاتشنسون HUTCHINSON للكلمات العسيرة او الصعبة او العويصة ان التركية أعارت الإنجليزية كلمة اسمها «ياشماك» YASHMAK. وشرحها صاحب القاموس المذكور أنها - أي الكلمة - تعنى الخمار أو البرقع للمرأة المسلمة. وأعتقد أن لغتنا العربية الدارجة أخذت تلك الكلمة «شماغ» من «ياشماك» التركية. وقرأت في صحافتنا المحلية قولاً - أو هو كاريكاتير - يقول: لو أننا نأكل الشمغ كل يوم، مثل متطلبات المنزل الغذائية اليومية لما جاءت شركات التصنيع الأهلية والأجنبية بهذا الكم الهائل، وحركة المبيعات الكبيرة التي تساند الاعلانات الباهظة الثمن. ولي تفسير لا أجزم بدقته، وهو أن الشماغ تنسل خيوطه بمجرد ملامستها لشيء مدبب، قد يكون شوكاً علق بباب المركبة من أشجار الشارع، أو باب السيارة، أو قطعة خشب ناتئة من باب. تنسل الخيوط فتظهر فوراً قطعة أو بقعة بيضاء كأنها لطخة صبغ. والنتيجة أن الرجل يطرح الشماغ جانبا، أو يقذفه بعيداً عن متناول يده ثم يشتري غيره. علماً بأن هذا التحليل لا ينطبق على الغترة البيضاء، لأنها لا تحتوي على خيوط دقيقة وبارزة. يميل السعوديون إلى الشماغ لأنه يتطابق ويتوافق مع أي ثوب. الابيض القديم، أو مكرر الغسل، كذلك مع ملابس الصوف في الشتاء. وربما كان هذا هو السبب في رواجه واندفاع الشركات الاوروبية ذات الاسماء الشهيرة بتزويدنا بال..شمغ. لمراسلة الكاتب: [email protected]